< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/24

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: تحديد طبقة الرواة

 

الثانية طبقة الرواة[1]

كان الكلام في الباب الثالث فوائد كتب الرجال ذكر المصنف أن كتب الرجال فيها جهات شتى أهمها وذكر أمرين:

الأمر الأول معرفة وثاقة الرواة وضعفهم ومذهبهم وهو ما أخذناه في الدرس السابق

الأمر الثاني طبقة الرواة وهو ما سنأخذه اليوم

إذا رجعنا إلى كتب الرجال ولتحديد طبقة الراوي فإننا يمكن أن نحدد طبقة الراوي من أربعة أمور:

الأمر الأول من معرفة تاريخ مواليد ووفيات الرواة والتي يذكرها أئمة الرجال.

الأمر الثاني صحبة الرواة للأئمة وعدم صحبتهم وهذا يحدد طبقة الراوي.

الأمر الثالث معرفة مشايخ واساتذة الرواة وتلامذة الرواة

الأمر الرابع الارتباط السندي بين الرواة فمن خلال المقارنة بين الأسانيد المختلفة يتضح ذلك.

شرع المصنف في الأمر الأول وفيات الرواة ومواليدهم وبين أثر هذا الأمر الأول في المراحل الخمسة التي تقدمت أول مرحلة فهم مفاد السند ثاني مرحلة معرفة التصحيف ثالث مرحلة معرفة الجرح والتعديل رابع مرحلة تمييز المشتركات خامس مرحلة توحيد المختلفات فمعرفة المواليد والوفيات له أثر في المراحل الخمس وذكرها وذكر أمثلة عليها هذا درس اليوم.

الدرس القادم يكون به مسك الختام في هذا الكتاب تطرق إلى النقطة الثانية في تشخيص الطبقة صحبة الراوي للأئمة عليهم السلام أو عدم صحبته أما الباقي مشايخ الرواة وتلامذتهم والارتباط السندي ما كمله يبدو هذه النسخة غير كاملة المسودة لم يكتبها بالكامل لم تطبع بالكامل كذلك الأمر الثاني الذي ارجئه وقال إن شاء الله هو كان المرحلة الخامسة قال هذا ان شاء الله نبحثه فيما بعد ما يتعلق بالأسانيد أيضا ما بحثه ما موجود إذن بقي درسان كل درس عشرين صفحة أما درس اليوم نذكر الزبدة والباقي كله تطبيقات وتفاصيل مختلفة.

نقول عادة يذكر تاريخ وفاة الراوي لأنه اشتهر أنه راو أما تاريخ ولادة الراوي ففي الغالب لا يذكر لأنه عند ولادته لم يكن مشهورا ومعروفا حتى يؤرخ له إلا إذا كان من عائلة معروفة ومرموقة ومشهورة وبالتالي أحيانا يصرح بتاريخ ولادة ووفاة الراوي واحيانا لا يصرح إذا لم يصرح انت لابد أن تتلمس القرائن لتشخيص تاريخ وفاته وتاريخ ولادته مثل احيانا تضطر أن تدخل علم آخر غير علم الرجال كعلم التاريخ مثلا الفضل بن شاذان قتله داود بن علي والإمام الصادق عليه السلام دعا على داود بن علي في سحر ليلة فمات من ساعته فيعلم أن سنة وفاة وشهادة الفضل بن شاذان سنة وفاة داود بن علي وداود بن علي كان هو الوالي في تلك المنطقة ترجع إلى التاريخ متى مات داود بن علي سنة كذا إذن هي سنة وفاة وشهادة الفضل بن شاذان بعد ذلك تعرف الفضل بن شاذان يمكن أن يروي عن فلان أو لا يمكن.

الخلاصة إما يصرح بتاريخ الولادة والوفاة أو لا فإن صرح عرفت طبقة الراوي إن لم يصرح تتلمس القرائن هذه القرائن قد تكون من الأسانيد بتشخيص الراوي والمروي عنه قد تكون من كلمات الرجاليين حينما يذكروا حياته قد تكون من التاريخ الآن نحن نقرأ المصنف يذكر مصاديق متعددة كلها ترجع إلى كلي واحد إما أن تشخص الولادة والوفاة تصريحا أو لا وإن لم تشخص فلابد من تلمس القرائن وحينئذ إذا عرفت تاريخ الولادة والوفاة تعرف فلان يمكن أن يروي عن فلان أو لا إذا ما أدرك قطعا هناك سقط في الرواية هناك ارسال هناك واسطة مفقودة.

وأما مفهوم الطبقة يختلفون هل الطبقة منا نحن إلى الإمام عليه السلام أو تبدأ من الإمام عليه السلام إلينا فحينما نقول الطبقة الأولى والطبقة الثانية تبدأ من عندنا أو من الإمام هذا يخضع لاعتبار المعتبر فالسيد البروجردي مبدأ طباقاته يختلف عن مبدأ طبقات الشيخ الاردبيلي في جامع الرواة فالسيد البروجردي في ترتيب الأسانيد شكل طبقات تبدأ منا إلى الإمام الاردبيلي بالعكس من الإمام إلينا لذلك يختلف عدد الطبقات لكن مفهوم الطبقة وإن اختلفوا فيه هو مفهوم واحد يعني الفترة الزمنية التي عاصر فيها المعصوم عليه السلام.

نشرع في الضابط الأول وهو المواليد والوفيات، الضابط الثاني صحبة الرواة للائمة صفحة 176 هذا للدرس القادم.

 

تطبيق المتن

الثانية طبقة الرواة

الطبقة في لسان أئمة الرجال من العامة أي أهل السنة والخاصة الشيعة الإمامية تطلق على معان مختلفة كلها ترتبط بتعيين عصر الراوي، طبقة الراوي يعني عصر الراوي، ولهم في ذلك ـ في تعيين عصر الراوي ـ ضوابط لا نريد هنا التعرض لها، نحن ليس بحثنا دراسة طبقات الرواة هذا يحتاج إلى بحث مستقل والمراد من الطبقة هنا في أصول الرجال جميع الخصوصيات الدخيلة في تحديد عصر الراوي وكيفية روايته عن سائر الرواة فتشمل عدة أمور منها:

الأول وفيات الرواة ومواليدهم

الثاني صحبة الرواة للأئمة عليهم السلام وعدمها

الثالث مشايخ الرواة وتلاميذهم

في معجم رجال الحديث دائما روى عن فلان وروى عنه فلان يعنونه السيد الخوئي تحت عنوان طبقته في الحديث.

الرابع الارتباط السندي بين الرواة

هذا السيد الخوئي المشايخ والتلاميذ يشخصهم من خلال الارتباط السندي ودراسة الأسانيد روى عن فلان وروى عنه فلان.

ومعرفة طبقة الرواة تؤثر في جميع المراحل الخمس المتقدمة لتحقيق الأسناد كما اشرنا إليه فيما سبق، ما هي المراحل الخمس؟

الأولى تعيين مفاد السند

الثانية تعيين التصحيف وغير ذلك

الثالثة الجرح والتعديل

الرابعة تمييز المشتركات

الخامسة توحيد المختلفات

يعني دراسة تاريخ الوفيات والمواليد له تأثير في الطبقات الخمس في المراحل الخمس وسوف يذكره المصنف فلنشر إلى ذلك يعني إلى تأثير المواليد والوفيات وتاريخها في المراحل الخمس في ضمن الكلام عن الأمور المؤثرة في طبقة الراوي:

أول: وفيات الرواة وموالديهم

تصدت كتب الرجال لذكر تاريخ وفيات الرواة إن تيسر لهم ذلك ومعرفة ذلك ـ تاريخ وفيات الرواة ـ تؤثر في فهم السند فيكشف عن وقوع التعليق في السند مثلا.

أول مثال ذكره إلى أنه تعيين تاريخ الوفاة يكشف عن وجود تعليق في السند، ما المراد بالتعليق؟ حذف أوائل السند من دون التصريح بذلك.

المثال ورد في الكافي ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام...[2] تعرف إن أبن أبي عمير طبقة اصحاب الإمام الكاظم والرضا الكليني المتوفى في الغيبة الصغرى أو نهايتها كيف يروي مباشرة عن أبن أبي عمير هناك تفاوت في الطبقة.

يقول أبن أبي عمير مات سنة 217[3] والكليني مات[4] سنة 328 أو 329، 329 سنة انتهاء الغيبة الصغرى وفاة السفير الرابع علي بن محمد السمري فبين وفاتهما ـ ابن أبي عمير والكليني ـ أكثر من 110 سنين فلا يروي الكليني عنه ـ عن أبن أبي عمير ـ مباشرة ففي السند تعليق والرجوع إلى السند المتقدم عليه في الكافي تراجع السند الذي سبقه يوضح كيفية التعليق، السند السابق علي بن ابراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام[5] إذن الوسائط المحذوفة ما هي؟ علي بن ابراهيم عن أبيه هنا من أين شخصنا، شخصناه من تاريخ الوفاة يمكن التشخيص من مقارنة الأسانيد من دون الرجوع إلى التاريخ.

لذلك يقول ويمكن الاستعانة بنظير هذا الاستدلال في فهم سائر جهات السند كالتحويل أو تعيين مرجع الضمير يعني بالركون إلى تاريخ الوفاة تعرف أن السند محول أو أن هناك عناوين مشتركة وستأتي الإشارة إلى بعض أمثلتها فيما يأتي لكن الغالب عدم الاستفادة من هذا الطريق في فهم مفاد السند في الغالب ما يستفيدون من تاريخ الوفاة لمعرفة السقط في الغالب من مقارنة الأسانيد.

يقول بل فهمه ـ فهم وجود سقط ـ يقوم على أساس ملاحظة الراوي والمروي عنه والارتباط السندي يعني تقارن السند الأول بالسند الثاني وتشخص الوسائط الساقطة وقد سبقت امثلة لذلك في شرح هذه المرحلة من المراحل الخمس تقدم الكلام كثيرا عن معرفة التعليق.

إلى هنا ذكر أن تاريخ الوفاة والولادة للراوي كيف يؤثر في الأمر الأول المرحلة الأولى وهي معرفة مفاد السند الآن يبين كيف أن معرفة التاريخ والولادة يؤثر في المرحلة الثانية يعني معرفة التحريفات في السند.

قال تفيد معرفة وفيات الرواة لو قال أولا وثانيا ورتب الكلام كان أفضل مثلا هناك لما قال في البداية تصدت كتب الرجال لذكر تاريخ وفيات الرواة إن تيسر لهم وتؤثر معرفة الوفيات والمواليد في المراحل الخمس السابقة وهي كما يلي:

أولا تأثير معرفة الوفاة والميلاد في الطبقة الأولى في المرحلة الأولى فهم مفاد السند ثم يقول ومعرفة ذلك تؤثر في فهم السند إلى آخره.

ثم يقول الثاني تأثير معرفة وفاة الراوي وولادته في المرحلة الثانية معرفة التحريفات في السند.

الثاني تفيد معرفة وفيات الرواة في المرحلة الثانية من المراحل الخمس أي معرفة التحريفات في السند خصوصا في معرفة السقط يعني واسطة ساقطة أو الارسال في السند وجود ارسال واسطة أو أكثر من واسطة ساقطة فبالمقايسة بين وفاة راويين واقعين في سند واحد وملاحظة الفصل الزمني الكثير بينهم يعرف وقوع خلل فيه.

المثال الأول ورد في التهذيب سعد بن عبد الله عن جميل بن صالح وحماد بن عثمان...[6] سعد بن عبد الله مات حدود سنة ثلاثمائة هجرية فقد ذكر النجاشي في ترجمته توفي سعد سنة 301 وقيل السند 299 واضاف العلامة الحلي في الخلاصة قولا ثالثا وقيل مات "رحمه الله" يوم الاربعاء لسبعة وعشرين من شوال سنة 300 في ولاية رستم دار.

سعد توفى حدود ثلاثمائة وحماد بن عثمان مات سنة 190 الفارق بين وفاتيهما 110 الراوي إذا يروي ونقبل روايته على الأقل عمره 15 سنة بالغ قبل البلوغ لم نقبل روايته.

قال فبين سعد بن عبد الله وحماد بن عثمان 110 سنين تقريبا فلا تصح رواية سعد عن حماد إلا مرسلا لأنه ما عمر 110 سنوات فإنه لو كان يروي سعد عنه ـ عن حماد ـ مباشرة لكان عمره أكثر من 125 سنة، فيكون سعد من المعمرين الذين ندر وقوعهم في الرواة ولو كان كذلك من المعمرين لصرحوا به لا محاله.

عادة الذي يعمر يذكرونه مثل جابر بن عبد الله الانصاري النبي قال له ستدرك الباقر من ولدي فابلغه عني السلام، عادة ينصون قليلا ما يغفلون أو ما يلتفتون إلى أنه من المعمرين يهتمون الرجاليين بعمر الرواة خصوصا المعمرين لأن هذا يفيد في السند الاعلائي قلة الوسائط. ولم يشيروا به أصلا فيستنتج وقوع سقط أو ارسال في السند.

ومن هذا المثال عرفت أنه لا حاجة إلى العلم بتاريخ الوفاة على التحقيق يعني على الدقة ويكفي العلم بتاريخ الوفاة تقريبي احتمالي.

المثال الثاني: ورد في التهذيب، هذا مثال لأثر معرفة تاريخ الوفاة والولادة في المرحلة الثانية معرفة التحريفات.

المثال الثاني ورد في التهذيب أيضا محمد بن يعقوب عن حميد بن زياد عن عبد الله بن جبلة...[7] السند مختل يعني فيه خلل فإن حميد بن زياد مات سنة 310 [8] وعبد الله بن جبلة مات سنة 219 [9] فبين وفاتهما أكثر من تسعين سنة فلا يروي عنه مباشرة ففي السند خلل على الاجمال وأما كيفيته فيحتاج إلى بحث آخر ففي المثال يعلم ذلك بالرجوع إلى الكافي فقد وقع فيه هذان السندان:

السند الأول حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن جعفر بن سماعة... فتعرف أن الذي يروي عن حميد بن زياد هو الحسن بن محمد بن سماعة هذه هي الواسطة الساقطة.

السند الثاني عنه عن عبد الله بن جبلة...[10] من أين حصل الاشتباه الشيخ الطوسي في التهذيب لما نقل عن الكافي عنه ما رجعها إلى الحسن بن محمد بن سماعة الرجل الثاني رجعها إلى الرجل الأول حميد بن زياد قال حميد بن زياد عن عبد الله بن جبلة.

قال والظاهر البدوي ـ الأولي ـ رجوع الضمير إلى حميد بن زياد وبذلك الظاهر أخذ الشيخ الطوسي في التهذيب لكن الصحيح، التهذيب فيه أخطاء كثيرة قلنا الشيخ يوسف البحراني يقول قلما تجد صفحة ليس فيها خطئ، رجوعه ـ الضمير ـ إلى الحسن بن محمد بن سماعة كما يشهد به سائر الأسانيد وقد فهم السند على الصواب الشيخ الصدوق في الفقيه[11] كتاب من لا يحضره الفقيه وتبعه الشيخ الطوسي في فهمه كذلك في فهم الصدوق أنه توجد واسطة حسن بن محمد بن سماعة في موضع آخر من التهذيب[12] مكان آخر من نفس كتاب التهذيب

ولا يذهب عنك أن كشف وقوع السقط أو الارسال في امثال هذا السند يحصل بطرق أخرى يعني غير معرفة تاريخ الوفاة وأهم طريق المقارنة السندية كملاحظة الارتباط السندي بين حميد بن زياد وعبد الله بن جبلة وأنه يروي عنه في عامة الموارد بالتوسط والغالب توسط الحسن بن محمد بن سماعة بينهما لكن لسنا هنا بصدد بيان جميع البحوث الراجعة إلى هذه الأسناد.

المثال الثالث ترجمة الشيخ الطوسي جابر بن يزيد الجعفي في فهرسته وقال: له أصل... رواه حميد بن زياد عن ابراهيم بن سليمان عن جابر...[13] يقول في السند خلل جزما فإن جابر الجعفي مات سنة 127 أو 128 أو 132 [14] اختلاف الروايات فرواية حميد بن زياد المتوفي سنة 310 عنه بواسطة واحدة وهي خصوص ابراهيم بن سليمان في غاية الغرابة إذ بين وفاتهما حدود 180 سنة وليس سنين ولو صح طريق الشيخ الطوسي لزم كون عمر حميد بن زياد وابراهيم بن سليمان الواسطة الثانية كليهما اكثر من 105 سنوات، من أين طلع 105 سنوات؟ الفاصل بينهما 180 سنة واسطتين، كل واسطة لازم عمره 15 سنة لكي يروي، 15 في اثنين ثلاثين، ثلاثين زائد 180 يساوي 210، قسمه على اثنين 105، لماذا هنا الاثنين افترضنا خمسة عشر سنة بخلاف المثال السابق واحد؟ لأن في المثال السابق واحد الذي يروي وأما الثاني مروي عنه أما في هذا المثال اثنين الذين يرون ما دخلنا عمر المروي عنه وهو جابر بن يزيد الجعفي لكن الاثنين الذين يرون حميد بن زياد وابراهيم بن سليمان لازم على الأقل يكون عمرهم خمسة عشر سنة.

لزم كون عمر حميد وابراهيم بن سليمان كليهما أكثر من 105 سنة، لماذا قال أكثر؟ لأن هذا على الأقل عمره خمسة عشر سنة قد يكون روى وعمره 50 سنة هذا اقل تقدير أن عمره 15 سنة، ويبعد وجود رجلين كذلك يعني كليهما عمرهم 105 سنوات في سند واحد هذا بعيد خصوصا مع عدم الإشارة إلى كون جابر الجعفي وابراهيم بن سليمان من المعمرين يعني في كتب الرجال لم يشيروا إلى أن جابر بن يزيد الجعفي وابراهيم بن سليمان كانوا من المعمرين فمن المطمئن به وقوع السقط يعني سقط واسطة أو الارسال في السند لكن اين محل سقوط الواسطة؟ هذه تقارين الأسانيد تعرفون الواسطة الساقطة.

وأما محل وقوع السقط أو الارسال وهل هو بين حميد وابراهيم بن سليمان أو بين ابراهيم بن سليمان أو جابر الجعفي أو في كلا الموضعين يعني بين حميد وسليمان واسطة وبين سليمان وجابر أيضا واسطة يمكن واسطتين الذين سقطوا.

فلا يستفاد من هذا الطريق بل يحتاج إلى الاستعانة إلى أمور أخرى كمقايسة سائر الأسناد وملاحظة طبقة ابراهيم بن سليمان وكونه من مشايخ حميد مباشرة أو لا بينه وبينه واسطة

ثم لا يخفى عليك أنا قايسا وفاة حميد وجابر ولم ندخل ابراهيم بن سليمان في الحساب لعدم المعرفة بتاريخ وفاة ابراهيم بن سليمان ولو علمنا به لكان الأمر اسهل واسرع

وقد عرفت من الامثلة المذكورة كلها شاهدها معرفة تاريخ الوفاة يحدد الطبقة ويشخص التحريف الواقع والسقط والارسال الحاصل. أن مدار الاستدلال على استبعاد كون الرجل من المعمرين مع عدم ذكره في ترجمته يعني عدم ذكر أنه من المعمرين في ترجمة الرجل في كتب الرجال وهذا الأمر ثبت ـ ثابت ـ في كتب الرجال مضافا إلى ندرة وقوعه يعني ينذر أن يكون الشخص معمرا ولا ينص على أنه معمر في كتب الرجال، لماذا ينذر؟ يقول من جهة دأب علماء الرجال على التعرض للمعمرين في تراجمهم فعدم تعرضهم لذلك يذكر ثلاثة احتمالات الاحتمال الأول هو الأقرب، عدم تعرض أئمة الرجال لطول عمر الراوي السبب الأول إما أن يكون لعدم كون الراوي من المعمرين واقعا، عمره مو طويل هذا واحد وهذا الاحتمال الأقرب، السبب الثاني وإما أن يكون من جهة عدم اطلاع أئمة الرجال عليه على أنه من المعمرين، الثالث وإما أن يكون من جهة غفلتهم عن ذلك يعني غفلوا يعني يعلمون أنه معمر غفلوا عن ذكر أنه معمر والاحتمالان الاخيران يعني عدم اطلاعهم أو غفلتهم بعيدان بالنسبة إلى الرواة المشهورين، لماذا؟ أصالة عدم الغفلة تجري، لو شكينا غفل تجري أصالة عدم الغفلة، فتعين الاحتمال الأول وهو عدم كونه معمرا واقعا ويمكن تكميل هذا الاستدلال بجهات أخرى نافية لعمر الراوي أكثر من المتعارف.

وإنما توصلنا إلى هذا الطريق لعدم العلم غالبا بمواليد الرواة إذ قلما تعرض الرجاليون لذلك في كتبهم إذ الرواة لم يكونوا لدى ولادتهم ذوي شأن يهتم به ولو كانوا تعرضوا به، لو قال تعرضوا له ـ لتاريخ الولادة ـ لاستغنينا عن الطريق المتقدم بمقايسة تاريخ ولادة الراوي وتاريخ وفاة المروي عنه وقد استفيد من هذا الطريق في بعض البحوث الرجالية.

المثال الأول ذكر الشيخ في الفهرست رواية أحمد بن هلال كتب علي بن يقطين[15] ، يعني أحمد بن هلال روى كتب علي بن يقطين وهذا عجيب فإن احمد بن هلال ولد سنة 180 كما صرح به في الفهرست ورجال النجاشي[16] فكيف تصح روايته عن علي بن يقطين المتوفى سنة 180 هجرية كما في رجال الكشي أو سنة 182 كما في رجال النجاشي[17] وفهرست الشيخ الطوسي يعني كان عمره سنتين أو ممكن إلى الآن ما ولدوه قد يصير اختلاف في الشهور إذا ولد نفس سنة 180.

المثال الثاني كثرت في الأسناد رواية الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي، ابو حمزة الثمالي ثابت بن دينار أيضا من المعمرين، أبو حمزة الثمالي ادرك الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق، الإمام الصادق استشهد سنة 148 هجرية أبو حمزة توفي سنة 150 بعد الإمام الصادق بسنتين.

يقول صحة هذه الرواية كانت محل كلام من قديم الزمان عند اصحابنا كما ذكره الكشي في رجاله[18] وذلك لأن الحسن بن محبوب مات في آخر سنة 224 وكان من أبناء 75 سنة فولادته كانت في حدود سنة 150 وأبو حمزة الثمالي مات في نفس هذه السنة 150 هجرية كما صرحت به المصادر الرجالية[19] فلا تمكن رواية الحسن بن محبوب عنه أبو حمزة الثمالي مباشرة.

ثم إن المصادر الرجالية قد تصرح بتاريخ ولادة الرواة أو وفاتهم وقد يستفاد ذلك الآن إلى هنا تكلم عن التصريح الآن يتكلم عن التلويح يعني يلوح تاريخ الوفاة أو الولادة من مقارنة ما ذكره الرجاليون بعد ذلك يقول يلوح مما ذكره المؤرخون.

قال وقد يستفاد ذلك تاريخ ولادة الرواة أو وفاتهم من ضم الأمور المذكورة في كتب الرجال بعضها إلى بعض والاستنتاج منها يعني يريد أن يقول إما بالتصريح أو بتجميع القرائن، من الآن فصاعدا نشرع في تجميع القرائن.

وهذا قد يكون الاستدلال عليه ظاهرا كاستفادة تاريخ ولادة الراوي من تاريخ وفاته ومدة عمره كما مر آنفا بالنسبة إلى الحسن بن محبوب وقد يكون مشتملا على شيء من الخفاء بحيث لا يظهر إلا بعد التأمل.

المثال لم يرد تاريخ ولادة علي بن الحسن بن علي بن فضال في كتب الرجال صريحا لكن يمكن تعيين تاريخه تقريبا بالنظر إلى ما ذكره النجاشي في ترجمته من أن علي بن الحسن بن فضال لم يروي عن أبيه محمد بن الحسن بن فضال لم يروي شيئا هو قال ـ الولد علي بن الحسن بن فضال ـ أنا سمعت أبي وعمري 18 سنة وما أفهم الروايات فما استحل أن أروي ما سمعت من أبي أنا أروي عن أخوي أحمد ومحمد ابني الحسن بن علي بن فضال فتعرف إذن أبوه متى مات إذا هو سمع من أبوه وعمره 18 وما يستحل يعني بالكثير 20 سنة ومات أبوه.

وقال علي بن الحسن بن فضال كنت أقابله ـ أبي ـ وسني ثمانية عشر سنة أقابله بكتبه يعني اقرأ له الكتب ولا أفهم (إذ ذاك) الروايات ما أفهم الروايات التي أقرأها ولا استحل أن أرويها عنه ما يصير تقول أرويها قراءة عليه أنا ما كنت أفمهما كيف أرويها قراءة عليه وروى ـ علي بن الحسن بن فضال ـ عن أخويه محمد وأحمد عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال، انتهى[20] .

النتيجة يظهر منه كون مقابلة علي بن الحسن كتب أبيه قبيل وفاته فيبعد جدا أن يكون عمر علي بن الحسن عند وفاة والده اكثر من عشرين سنة فإذا ضممنا ذلك إلى ما ذكره النجاشي في تاريخ وفاة والده أي الحسن بن علي بن فضال من كونه في سنة 224 [21] ينتج كون ولادة علي في سنة 204 أو حواليها، لماذا قال وحواليها؟ يمكن وعمره 18 سنة ومات أبوه بالكثير عشرين فتنقص من 224 عشرين أو ثمانية عشر، ومنه نستفيد في تعيين مرجع الضمير في هذا السند من هذه النتيجة المقارنة بين الرجال وفاتهم ومواليدهم تطلع مرجع الضمير.

قال عنه عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله[22] ، عنه تعود إلى من؟ السيد الخوئي في موضعين من معجم رجال الحديث ارجع الضمير إلى ما هو اشتباه بنظر السيد الشبيري الزنجاني قال فقد ارجعه في معجم الرجال إلى علي بن الحسن وهو علي بن الحسن بن فضال الواقع في الأسناد المتقدمة تبعا للوافي السيد الخوئي يعتمد كثيرا على كتاب الوافي للفيض الكاشاني، يعني الفيض الكاشاني ارجع الضمير إلى علي بن الحسن بن فضال.

في الحاشية هذا الكلام معجم الرجال الحديث[23] الجزء 11 صفحة 278 وقد ارجعه في جزء 20 صفحة صفحة 336 نفس هذا السند السيد الخوئي أرجع إلى علي بن جعفر الواقع في سند قبله يقول وكلاهما خطأ لا علي بن الحسن بن فضال صحيح ولا علي بن جعفر الموجود في السند السابق صحيح.

يقول وهذا مشكل يعني إرجاع الضمير إلى علي بن الحسن بن فضال، لماذا مشكل؟ يقول فإن يونس بن يعقوب مات في المدينة في أيام الرضا كما ذكره النجاشي[24] فلا يمكن رواية علي بن الحسن بن فضال المتولد بعد استشهاد الإمام الرضا في سنة 202 و203 عنه مباشرة إلا مرسلة كون الرواية مرسلة والارسال خلاف الظاهر في الإسناد، ظاهر العنعنة المباشرة إذن هناك واسطة ساقطة هذا يحتاج إلى خبرة.

وتعيين مرجع الضمير في هذا السند يحتاج إلى بحث طويل لا حاجة إلى التعرض له هنا.

ثم إنه قد نحصل على وفيات الرواة ومواليدهم بضم ما يستفاد من كتب الرجال إلى ما ورد في غيرها ككتب التاريخ هذه الفكرة الجديدة أول مرة قال نستفيد من التصريح ثاني مرة نستفيد من التلويح وتجميع القرائن من الكتب الرجالية الآن النقلة الثالثة نستفيد من التلويح وتجميع القرائن الدائرة بين علم الرجال والتاريخ.

المثال لم يصرح أئمة الرجال بتاريخ وفاة المعلى بن خنيس لكن ذكروا في ترجمته أن داود بن علي قتله فدعا ابو عبد الله على داود بن علي فمات منه ليلته[25] فيستفاد منه تقارن قتل المعلى بن خنيس لوفاة داود وقد صرحت كتب التاريخ بوفاة داود بن علي لأنه كان حاكم في ربيع الأول من سنة 133 فنعرف تاريخ قتل المعلى بن خنيس أيضا أنه سنة 133 ومن هنا عرفنا تاريخ وفاة المعلى بن خنيس

ومن هنا يظهر وقوع خلل في هذا السند في التهذيب والاستبصار، أي سند؟ الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن معلى بن خنيس قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام.[26]

محمد بن زياد في السند هو محمد بن أبي عمير ابو عمير اسمه زياد، هو محمد بن أبي عمير المتوفى سنة 217 فلا تصح روايته عن المعلى بن خنيس المقتول سنة 133 إلا أن تكون الرواية مرسلة يعني واسطة ساقطة.

إلى هنا أخذنا أن تاريخ الوفاة والميلاد تؤثر في المرحلة الأولى والمرحلة الثانية الآن نأخذ تأثيره في المرحلة الثالثة الجرح والتعديل قال معرفة تاريخ وفاة الرواة تؤثر أحيانا في المرحلة الثالثة من مراحل التحقيق في السند أي توثيق الرواة وتضعيفهم ومذهبهم.

المثال: نسب أبو بصير يحيى الأسدي ـ يحيى بن أبي القاسم الأسدي ـ نسب إلى الوقف وهذا سهو فإن أبا بصير مات سنة 150 [27] هجرية يعني بعد وفاة الإمام الصادق بسنتين وبدأ الوقف كان عند استشهاد الإمام الكاظم في سنة 183 هجرية فقد مات أبو بصير الأسدي قبل الوقف بثلاثة وثلاثين سنة مات قبل بدأ الوقف فلا يمكن كونه واقفيا تهمة باطلة عاطلة، تاريخ الوفاة يؤثر في المرحلة الرابعة تمييز المشتركات ويؤثر في المرحلة الخامسة توحيد المختلفات.

يقول يفيد العلم بمواليد الرواة ووفايتهم في المرحلتين الأخيرتين هذه الرابعة والخامسة ايضا أي تمييز المشتركات هذه الرابعة وتوحيد المختلفات الخامسة لكن الغالب الاستعانة بمشايخ الرواة وتلامذتهم والارتباط السندي في هاتين المرحلتين، تمييز المشتركات وتوحيد المختلفات عادة الاسناد المشابهة تشخيص الراوي والمروي عنه فنؤجل الكلام عنهما إلى الأبحاث القادمة.

وفي الختام نشير إلى مقارنة تاريخ وفاة الرواة الواقعين في السند قد تكشف عن وقوع غرابة او اختلال في السند على سبيل الاجمال من دون أن توصلنا إلى الصواب فيه، يعني نعرف أن هناك خدشة لكن ما هي الخدشة ما نعرفها.

المثال ورد في بعض الأسناد رواية عبد الله بن محمد بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام[28] المعروف باسم عبد الله بن محمد بن خالد هو عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي وهو ليس من اصحاب الإمام الصادق ولا تمكن روايته عنه الإمام الصادق لا هو ولا ولده فإنه ابن محمد الطيالسي إما عبد الله أو أبن محمد يعني غير عبد الله فإن أبن محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن خالد الطيالسي يعني الأب محمد بن خالد وابنه عبد الله مات سنة 259 وهو أبن 97 سنة[29] يعني هذا الذي مات مردد بين الأب محمد بن خالد أو الابن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي فولادته بناء على أن عمره 77 سنة كانت في سنة 162 تقريبا أي بعد استشهاد الإمام الصادق عليه السلام في سنة 148 بأربعة عشرة سنة فلا تمكن رواية والد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عن الصادق مباشرة فضلا عن نفسه يعني الأب إذا لا يستطيع أن يروي الأبن من باب أولى محمد بن خالد ما يروي ولده عبد الله من باب أولى ففي المقام غرابة أو خلل فإما أن عبد الله بن محمد بن خالد متعدد فيوجد رجل آخر بهذا الاسم أيضا وهو من اصحاب الإمام الصادق عليه السلام وإن لم يذكر في كتب الرجال أو وقع تحريف في السند لا يعرف ولا يعلم تفصيله، هذا تمام الكلام في الأمر الأول وفيات ومواليد الرواة.

الثاني صحبة الرواة للأئمة صفحة 176 يأتي عليها الكلام.

 


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص161.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo