< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/23

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: فوائد كتب الرجال

 

الباب الثالث فوائد كتب الرجال[1]

كتب الرجال لها فوائد عديدة أهمها ثلاث:

الأول الجرح والتعديل

الثاني معرفة طبقات الرواة

الثالث تمييز المشتركات

وأهم هذه الثلاثة على الإطلاق هو الجرح والتعديل حتى أنه قد سمي علم الرجال بعلم الجرح والتعديل ومعرفة مذهب الراوي له مدخلية عند من يرى اشتراط العدالة في الرواة كالشهيد الثاني وابنه الشيخ حسن صاحب المعالم وسبطه السيد محمد صاحب مدارك الأحكام من هنا وقع الكلام هل الأصل في الراوي الذي يذكر في الكتب الرجالية أنه إمامي أو لا يظهر من عنوان الشيخ الطوسي في الفهرست وعنوان الشيخ النجاشي في الفهرست أنهم بصدد بيان فهرست لكتب الشيعة والمراد بالشيعة كقدر متيقن هم الشيعة الإمامية والشيعة الذين فقههم كفقه الإمامية وهم الشيعة الفطحية والواقفة والناووسية فلا يحصل اشتباه بأن المراد بالوثاقة يخرج منه العامي والزيدي فهذا غير صحيح إذ أن العلامة الحلي وأبن داود أخذوا من أبن عقدة الزيدي نحن في مقام بيان كتب أصحابنا وفرق بين شرح مصطلح أصحابنا وبين شرح مصطلح الثقة فإن الثقة هو الذي يصدق ولا يتعمد الكذب فعنوان الثقة يصدق على العامي والسني والزيدي والمغالي أيضا إذا كان لا يتعمد الكذب فإذا روى المغالي أو الزيدي أو العامي واحرزنا أنه لا يتعمد الكذب وقد ثبتت وثاقته فبناء على حجية خبر الثقة يمكن قبول قوله لكن لا يقال ثقة من أصحابنا عنوان أصحابنا لا يصدق عليه احيانا يصدق عليه اصحابنا لكنه ليس بثقة فإذن عنوان اصحابنا يشمل الشيعي الإمامي الاثني عشري والفطحي والواقفي والناووسي دون ما عداهم من العامة والزيدية والغلاة وغيرهم فبالتالي إذا ذكر الشيخ الطوسي والنجاشي في خصوص كتاب الفهرست رجلا ولم ينصوا على مذهبه أمكن الحكم بكونه إمامي ليس بعامي القدر المتيقن ليس سنياً.

 

تطبيق العبارة

الباب الثالث

فوائد كتب الرجال

يفيد الرجوع إلى كتب الرجال في الأبحاث الرجالية من جهات شتى نذكر أهمها:

الأولى

معرفة وثاقة الرواة وضعفهم ومذهبهم هذه الأولى صفحة 150.

الثانية صفحة 161 طبقة الرواة ذكر شيئين ذكر معرفة الوثاقة والضعف والمذهب الثاني ذكر طبقة الرواة ومنهما يتجلى

الثالث وهو تمييز المشتركات.

هذه يعني معرفة وثاقة الرواة وضعفهم ومذهبهم هي عمدة فوائد كتب الرجال أي الجرح والتعديل لكن لابد من أن نشير إلى اختلاف كتب الرجال في التعرض لهذه الجهة فبعضها لا يتعرض لها إلا نادرا كرجال البرقي، رجال البرقي كتاب طبقات وليس كتاب جرح وتعديل وبعضها يتعرض لها للوثاقة والضعف والمذهب إلا نادرا لا يتعرض لها كرجال النجاشي يعني الأصل في كتاب النجاشي أنه يتعرض للتوثيق والتضعيف بخلاف رجال الشيخ الطوسي والبرقي الأصل أنه ما يتعرض وقد يختلف أبواب رجال الشيخ الطوسي في ذلك يعني أحيانا يوثق وأحيانا ما يوثق وشرح ذلك سيأتي في الباب الآتي.

أكثر كتابين فيهم توثيق وتضعيف فهرست النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ومن بعدهما رجال الكشي أما رجال البرقي لا يوجد توثيق وتضعيف رجال الشيخ الطوسي وثقه وضعف قليلا ولمعرفة حال الرواة يجب الرجوع إلى جميع موارد وقوع أسم الراوي في جميع الأصول الرجالية لأن بعضهم قد يهمل والثاني يذكر أحيانا مثل كتاب الواحد في موضع يهمل الجرح والتعديل في موضع ثاني يذكر ويذكر.

طبعا قد تقول لأنهم مشاهير لم ينص عليهم، نص على مشاهير مثل جعفر بن محمد بن قولويه ونص على وثاقته الفارق هو المصدر الذي ركن إليه حينما ترجم لهذا الراوي اعتمد على مصدر ليس فيه جرح وتعديل وحينما ترجم لذلك الراوي اعتمد على مصدر فيه جرح وتعديل لذلك ذكر الجرح والتعديل حينما اعتمد على مصدر ذكر فيه الجرح والتعديل ولم يذكر الجرح والتعديل في راو حينما اعتمد على مصدر ليس فيه ذكر للجرح والتعديل.

يقول المصنف ولمعرفة حالات الرواة يجب الرجوع إلى جميع موارد وقوع اسم الراوي في جميع الأصول الرجالية فإنه كثيرا ما يتكرر اسم الراوي في عدة كتب مع عدم ذكر حالات الرجل في جميعها واختصاص بعضها بذلك يعني بعض الأصول الرجالية بذلك بذكر حالات الرجل وسائر الكتب يهملونه ولا يذكرونه بمدح أو ذم هذا جيد في مقارنة السيد الخوئي للكتب التسعة خمسة من الكتب الرجالية الأولية وأربعة من الكتب الرجالية الثانوية.

وليس اهمالهم لحالات الراوي لعدم معرفتهم بحالاته أو ترددهم في ذلك كما يشهد به التتبع في كتب الرجال.

نذكر على سبيل المثال فهرست الشيخ الطوسي فإنه قد أهمل حالات عدة من مشاهير الرواة مما لا يمكن خفاء حالهم عليه أمثال زرارة أبن أعين وعلي بن ابراهيم بن هاشم عبد الرحمن بن أبي نجران وفضالة بن أيوب ومعاوية بن عمار ومعاوية بن وهب و... هؤلاء أعاظم ما نص على توثيقهم وتضعيفهم مع أنه لا إشكال في وثاقة هؤلاء وجلالتهم وقد ترك في ترجمة مالك بن أنس الإشارة إلى عاميته[2] أنه من أهل السنة مع أن الفرق المالكية من الفرق الأربع تنسب إليه فإذا شخص ما يعرفه قد يتوهم أنه شيعي مع أنه إمام المالكية. مع أن الفرقة المالكية من الفرق الأربع تنسب إليه.

وليس عدم التصريح بوثاقة مشاهير الرواة للاستغناء باشتهار ذلك فإنه صرح الشيخ نفسه ـ الطوسي ـ بوثاقة من هو نظير هؤلاء في اشتهار الوثاقة أو يكون أشهر منهم نظير جعفر بن محمد بن قولويه والحسين بن سعيد الاهوازي وصفوان بن يحيى بياع السابوري وعبد الله بن سنان الفقيه الكبير وعبد الله بن جعفر الحميري صاحب قرب الإسناد ومحمد بن أبي عمير و...

بل الظاهر أن التصريح بالوثاقة والضعف في بعض التراجم وعدم التصريح بهما الوثاقة والضعف في بعضها الآخر نشأ من اختلاف مصادر الكتاب في التراجم المختلفة يعني الشيخ الطوسي لما أخذ من مصدر هذا المصدر كان فيه جرح وتعديل أو ما كان فيه فبعض المصادر الذي اعتمدها الشيخ الطوسي من الأصول الاربعمائة وغيرها في الحديث والرجال كان بصدد ذكر حالات الرواة وبعضها لم يكن بصدد ذلك وإنما بصدد ذكر الطبقات فقط وشرح هذا الأمر لا يسعه المقام.

وكيف كان فقد يهمل مصنف في أحد كتبه ذكر أحوال الرجال مع تصريحه بالوثاقة في كتاب آخر، سؤال ما الفرق بين المهمل والمجهول؟ راو مهمل وراو مجهول ما الفرق بينهما؟

المهمل هو الذي أهمل ذكره في الرجال أصلا ما ذكره في كتب الرجال والمجهول من ذكر ونص على أنه مجهول.

هذا أحد المعاني فيه خلاف أيضا لكن الذي ذكرته هذا المعنى الذي ذهب إليه الشيخ عبد الله المامقاني صاحب مقباس الهداية والتفصيل تراجعون مقباس الهداية ترون الآراء ورأي الشيخ عبد الله المامقاني.

كما في جعفر بن بشير هذا الفقيه الكبير الذي لا يروي إلا عن ثقة حيث صرح الشيخ في الفهرست بأنه ثقة جليل القدر[3] مع أنه لم يذكر بشأنه عند ذكره في أصحاب الرضا من رجاله شيئا[4] ، مع أنه لم يذكر بشأنه شيئا هذا شيئا التي في الأخير الفعل لم يذكر لم يذكر شيئا بشأنه، تصير هكذا مع أنه لم يذكر شيئا بشأنه عند ذكره في اصحاب الرضا عليه السلام من رجاله صارت العبارة مستقيمة.

وقد يتكرر ذكر رجل واحد في كتاب واحد في مواضع متعددة كأن يكون الرجل في اصحاب إمامين أو أكثر فيكرر الشيخ الطوسي في رجاله ذكره في بابين أو أكثر باب أصحاب الباقر والصادق والكاظم والرضا إذا عاصرهم أربعتهم يتكرر ويذكر توثيقه أو تضعيفه في مكان واحد وأحيانا ما يذكر لكن لا يذكره بالوثاقة أو الضعف إلا في أحد المواضع.

المثال الأول حماد بن عيسى الجهني ورد في اصحاب الصادق عليه السلام مهملا[5] ، يعني أهمل الجرح والتعديل في حقه وفي أصحاب الكاظم مصرحا بالوثاقة[6] ما قال ذكر مجهولا، مجهولا يعني نص على جهالته مهمل.

المثال الثاني حفص بن غياث القاضي أورده الشيخ في أربعة أبواب من رجاله باب أصحاب الباقر عليه السلام وباب اصحاب الصادق عليه السلام وباب اصحاب الكاظم عليه السلام وباب من لم يروي عن واحد من الائمة هذا باب من لم يروي آخر باب ذكره الشيخ الطوسي في كتابه الرجال ولم يذكر عاميته إلا في الموضع الأول[7] يعني في أصحاب الإمام الباقر.

ومنشأ ذلك ما مر من اختلاف المصادر يعني لما بحث عنه في أصحاب الإمام الباقر المصدر الذي اعتمد عليه نص على أنه عامي لكن لما بحث في أصحاب الإمام الصادق والكاظم ومن لم يروي المصدر الذي اعتمد عليه ما ذكر أنه عامي ولذلك يجب مراجعة جميع الأصول الرجالية في جميع موارد ترجمة الرجال من غير اكتفاء للرجوع إلى بعضها.

هنا امر يزيد البحث صعوبة وهو أنه قد لا يتعرض كتب الرجال لذكر حالات الرجل في ترجمة نفس الراوي بل يذكرونه في ترجمة غيره لمناسبة ما بينهما ككونه أباه وأخاه أو لذكرهما في ضمن سند هناك، السيد الخوئي ذكره في الترجمة يقول هذا النجاشي ما ذكره في ترجمته ذكر في ترجمة فلان الذي من عائلته.

وقد يذكر اوصاف الراوي تارة في ترجمة نفسه وأخرى في ترجمة غيره وقد كثر الأمران في رجال النجاشي:

الأمر الأول لا يتعرض ذكر حالات الرجل في ترجمة نفس الراوي يذكرونها في ترجمة غيره.

الأمر الثاني ذكر اوصاف الراوي تارة في ترجمة نفسه وأخرى في ترجمة غيره.

المثال الأول هاشم بن حيان أبو سعيد المكاري لم يذكر مذهبه النجاشي في ترجمة نفسه لكن ذكر في ترجمته أبنه الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري قال كان يعني هو وأبوه وجهين في الواقفة وكان الحسين ثقة في حديثه.

المثال الثاني يعني ذكر أوصاف تارة في ترجمة نفسه وتارة في ترجمة غيره، ترجم النجاشي لمحمد بن عطية الحناط أخ الحسن وجعفر وأهمله لكن ذكر في ترجمة أخيه الحسن بن عطية ثقة وأخواه أيضا محمد وعلي[8] هذا المثال الثاني مثال للأول يعني ما ذكر في نفس ترجمته ذكر في الترجمة الأخرى.

المثال الثالث ضعف النجاشي محمد بن سنان في ترجمته[9] وقال أيضا في ترجمة مياح المدائني ضعيف جدا له كتاب يعرف برسالة مياح وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان[10] إذن ضعف محمد بن سنان في موضعين في ترجمة محمد بن سنان وترجمة مياح المدائني لذلك نحن نبني على تضعيف محمد بن سنان خلافا لشيخنا الاستاذ الداوري وفاقا للسيد الخوئي رحمه الله.

وقد يذكر حالات الرجل في ضمن ترجمة غيره مع عدم ترجمته بنفسه في كتب الرجال، أصلا ما له ترجمة في كتب الرجال يذكر استطرادا في ترجمة غيره هذه الأمور كلها محلولة في معجم رجال السيد الخوئي

المثال ذكر النجاشي في ترجمة جابر[11] بن يزيد الجعفي طريقه إلى تفسير جابر وفيه... عن عبد الله بن محمد عن جابر به ـ بهذا التفسير ـ وهذا الذي هو عبد الله بن محمد يقال له الجعفي ضعيف إذن هو ما ترجم عبد الله بن محمد الجعفي ما ترجم له ترجمة مستقلة ترجم لعبد الله بن جعفر الجعفي في ترجمة جابر بن يزيد الجعفي.

وذكر أيضا في هذه الترجمة روى عنه جماعة غمز فيهم وضعفوا يعني روى عن جابر بن يزيد الجعفي منهم عمر بن شمر والمفضل بن صالح أبو جميلة أكذب البرية الشيخ الداوري يوثقه نحن نضعفه ومنخل بن جميل ويوسف بن يعقوب.

ولم يترجم مفضل بن صالح في رجال النجاشي وقد ترجم سائرهم مع التصريح بالضعف.[12]

جابر بن يزيد الجعفي أيضا مختلف فيه هناك من ضعفه ونحن نميل إلى توثيقه وفاقا لشيخنا الاستاذ الشيخ مسلم الداوري من ضمن الأمور التي ضعفوا بها جابر بن يزيد الجعفي أن الضعفاء يرون عنه والكذابين مثل عمر بن شمر والمفضل بن صالح.

وقد يصرح النجاشي في ترجمة رجل بوثاقة جميع بيته كما في ترجمة عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي: وآل أبي شعبة هكذا يقول النجاشي، وآل أبي شعبة بيت من أصحابنا وكانوا جميعا ثقات مرجوعا إلى ما يقولون يعني يرجع إلى ما يقولون يعني ثقات وشيعة.

فهذا التوثيق العام يشمل الحلبيين المعاريف جزما كمحمد بن علي بن أبي شعبة الحلبي وعمران بن علي بن أبي شعبة الحلبي ويحيان بن عمران الحلبي وأحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي. نسبة إلى حلب.

وقد يكون التوثيق في كلام أئمة الرجال مرددا بين الرجوع إلى صاحب الترجمة أو الرجوع إلى غيره المذكور ضمنا فيجب تدقيق النظر فيها.

المثال: قال النجاشي: الحسين بن علوان الكلبي... عامي وأخوه الحسن يكنى أبا محمد ثقة، هنا ثقة هو ثقة أو اخوه؟ هذه من المواضع المشكلة، إن قلت إلى أقرب المراجع ترجع إلى الحسن إذا ترجعها إلى أصل الترجمة إلى الحسين.

قال النجاشي الحسين بن علوان الكلبي عامي وأخوه الحسن يكنى أبا محمد ثقة هذا ثقة إلى الحسن أو إلى الحسين؟ يقولون إذا حصل الشك عاد الشيء إلى أقرب المراجع وأقرب المراجع الحسن وله ما يقويه، وليس للحسن كتاب يعني النجاشي ترجم الحسين لأن الحسين عنده كتاب الحسن ما عنده كتاب لأن هذا فهرست والحسن أخص بنا وأولى كليهما عاميين الحسن والحسين عاميين لكن الحسن أقرب إلينا من الحسين والحسن أخص بنا يعني بالإمامية وأولى قد يكون هذا قرينة على أن المراد بالثقة هو الحسن لكن هذه قرينة غير معينة يعني مؤيدة لكن غير معينة لأن الوثاقة شيء والمذهب شيء آخر.

روى الحسين عن الأعمش وهشام بن عروة يقول المصنف الآن لا يعلم بالجزم أن التوثيق راجع إلى الحسين بن علوان صاحب الترجمة أو إلى أخيه الحسن.

وكيف كان فمعرفة التوثيق والتضعيفات الضمنية صعبة ولذلك عمد بعض المصححين إلى وضع فهارس لها والشيخ جواد النائيني في تصحيحه لرجال النجاشي جزئين الجزء الثاني أكثره فهارس بينما تحقيق السيد الزنجاني لرجال النجاشي جزء واحد لا يوجد فهارس فينبغي الرجوع إليها هذه الفهارس أو إلى الجوامع المتأخرة كمعجم رجال الحديث حيث كان دأبه التعرض لذلك في تراجم الرواة، شخص السيد الخوئي أرجع الوثاقة أو التوثيق إلى الحسن أو الحسين ولكن ما تتعبد بكلامه لكن فقيه بصير رجالي دقيق ولكن نؤكد على المراجعة إلى الأصول الرجالية إذ من الجائز أن نفهم منها غير ما فهمه الناقلون عنها أو المفهرسون لها.

ثم عندما نرجع إلى الأصول الرجالية قد نواجه اختلاف أقوال أئمة الرجال بالنسبة إلى شخص واحد فيوثقه بعضهم ويضعفه آخر.

المثال: محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ضعفه الشيخ في كتبه تبعا للصدوق وشيخه أبن الوليد وقد وصفه النجاشي بالوثاقة والجلالة وحكا عن اصحابنا انكارهم لقول ابن الوليد ونقل عن أبن نوح أيضا تخطئة ابن الوليد نقل عن أبن نوح تخطئة أبن الوليد في ذلك وقد نقل مدح الفضل بن شاذان له بقوله ليس في أقرانه مثله[13] فضل بن شاذان يصف هذا تطرقنا إليه كذا مرة والنجاشي ينقلها.

في نسخة النائيني ينقل هكذا كلام السيرافي بن نوح وقد أصاب شيخنا أبو جعفر يعني محمد بن الحسن بن الوليد وقد أصاب شيخنا أبو جعفر إلا في محمد بن عيسى بن عبيد فلا أدري ما رأيه فيه لأنه كان على ظاهر وثاقة والعدالة نسخة النجاشي للسيد الشبيري الزنجاني طبعة جماعة المدرسين ولقد أصاب شيخنا أبو جعفر إلا في محمد بن عيسى بن عبيد فلا أدري ما رابه فيه لأنه كان على ظاهر العدالة والوثاقة.

نسخة الزنجاني ما رابه نسخة النائيني ما رأيه الأنسب للعبارة ما رابه، لماذا ارتاب وشك مع أنه كان على ظاهر العدالة والوثاقة والصحيح أننا لا نستفيد التضعيف من الاستثناء لأن الاستثناء للانقطاع محمد بن الحسن بن الوليد قال أو ما رواه عن محمد بن عيسى بن عبيد باسناد منقطع فالاستثناء لانقطاع السند لا لمحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني الثقة الجليل.

وقد يختلف قول مصنف واحد في كتابين.

المثال: سهل بن زياد ضعفه الشيخ الطوسي في الفهرست والاستبصار فقط في هذا ضعفه في أربعة من كتبه الشيخ الطوسي في الفهرست والاستبصار والرجال والتهذيب ووثقه في رجاله في باب اصحاب الهادي وأهمله في باب أصحاب الجواد وباب اصحاب العسكري عليه السلام.

فعند تعارض أقوال أئمة الرجال أو مصنف واحد كالشيخ الطوسي في موضعين في مكان يوثق سهل بن زياد وفي مكان يضعف سهل بن زياد ويقولون الأمر في سهل سهل والحال أنه ليس بسهل إذا قالوا والأمر سهل يعني فيه صعوبة لا سهل الموضوع، فإن أمكن ترجيح أحد القولين بالقرائن المفيدة للاطمئنان فالأمر سهل صحيح إذا دلت القرائن الأمر سهل كما ثبت عند جمهور المتأخرين وثاقة محمد بن عيسى بن عبيد ونحن نبني على توثيقه لأن الاستثناء لانقطاع السند لا لضعفه وعند طائفة من محققيهم محققي جمهور المتأخرين وثاقة سهل بن زياد وهو الصواب والصحيح أنه ليس بصواب يعني السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني يوثق سهل بن زياد كما وثقه شيخنا الاستاذ الشيخ مسلم الداوري ونحن لا نوثقه كما لم يوثقه السيد الخوئي رحمه الله، طبعا الذين وثقوه قالوا أنه لغلوه طعنوا فيه وأرجعوا الكذب للغلو نحن لا نوثقه الكذب موضوع مستقل عن الغلو.

ولو لم نقدر على الترجيح وجب الرجوع إلى القواعد المقرر لذلك في علم الأصول. نأخذ بالمرجحات ما أمكن الأخذ بالمرجحات نتوقف يصير تساقط طبعا يتعارض كلام الرجالي الأول مع الرجالي الثاني تعارضا تناطحا تساقطا وسقطت حجية كل منهما.

وفي ختم هذا البحث يعني التوثيق والتضعيف ينبغي الإشارة إلى تنوع التعابير الواردة في مدح الرواة وذمهم ولذلك كان بحث مصطلحات المدح والذم ومدى دلالة التعابير المتنوعة على ذلك من الأبحاث الأساسية في كتب الدراية حتى كان أكثر أبحاث الوحيد البهبهاني رحمه الله في مقدمة التعليقة تدور حوله يعني حول المفردات وسوف نتعرض لأهم هذه المصطلحات في فصل مستقل إن شاء الله تعالى.

نحن تعرضنا لها في الدورة الموسعة تحقيق المباني الرجالية فصل كامل في الفاظ المدح والذم هذه المفردة ماذا تفيد هذه المفردة ماذا تفيد، الثانية طبقة الرواة يأتي عليها الكلام.

 


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص150.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo