< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/17

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: توحيد المختلفات

 

المرحلة الخامسة توحيد المختلفات [1]

 

خلاصة وتوضيح

والفرق بين المرحلة الرابعة وهي تمييز المشتركات وبين المرحلة الخامسة وهي توحيد المختلفات هو في تعدد العناوين والمعنونات ففي المرحلة الرابعة تمييز المشتركات يكون العنوان واحدا كمحمد بن إسماعيل وتكون المعنونات متعددة فهي تعبر عن ثلاثة عشر شخصية وأما المختلفات فالعكس فيكون المعنون واحدا شخص واحد ولكن يوجد تعدد في العناوين مثلا روى الكليني عن أبي علي الأشعري وروى أيضا عن أحمد بن إدريس فهذان عنوانان فهل هما شخص واحد أو متعدد إذا رجعنا إلى الرجال نجد أن الرجاليين قد نصوا على وثاقة أحمد بن إدريس ولم ينصوا على وثاقة أبي علي الأشعري فإذا أثبتنا الاتحاد نكون قد وثقنا أبا علي الأشعري إذن هنا العناوين مختلفة والمعنون واحد يقع الكلام في مقامين:

المقام الأول عالم الثبوت وإمكان التعدد والتوحد.

المقام الثاني عالم الإثبات والوقوع

فهل هذا يقع أو لا أما المقام الأول عالم الإمكان يعني يمكن ترد عناوين متعددة لمعنون واحد وشخص فارد

الاسباب الثلاثة لتعدد العناوين

يذكر المصنف ثلاثة أسباب لتعدد العناوين مع اتحاد المعنون:

السبب الأول الاختلاف بين ذكر الرجل باسمه وباسم أبيه من جهة وبكنيته ولقبه من جهة أخرى فتارة يقال أحمد بن إدريس بذكر الراوي وذكر أبيه وتارة تذكر كنيته ولقبه ويقال أبو علي الأشعري فمنشأ تعدد العناوين لمعنون واحد هو الاختلاف في طريقة الذكر فالراوي إما أن يذكر باسمه واسم أبيه فقط وإما أن يذكر بكنيته أو لقبه فإذا تعدد الذكر بهذا النحو حصل التخالف الظاهري الذي يحتاج إلى بحث لإثبات الاتحاد أو التعدد.

السبب الثاني الاختلاف في الإجمال والتفصيل فتارة يذكر الاسم مع اللقب فقط وتارة يذكر الاسم مع اسم الأب مع اللقب أو اسم الجد وما شاكل ذلك فمثلا تارة يقال جعفر بن محمد وتارة يقال جعفر بن محمد بن قولويه فيقال قولويه هنا قد يتوهم أن قولويه هو اسم الجد ولكن إذا رجعت إلى رجال النجاشي وهو المعروف بالأنساب وخبرته بالأنساب تجده يذكر اسما طويلا لابن قولويه ويقول جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه فهنا الاسم لمعنون واحد صاحب كتاب كامل الزيارات منشأ الاختلاف هو التفصيل والاختصار مثلا عنوان محمد بن جمهور وعنوان محمد بن الحسن بن جمهور فاقتصر على الاسم واللقب في الأول محمد بن جمهور بينما ورد التفصيل في العنوان الثاني محمد بن الحسن بن جمهور وبحثنا بحث ثبوتي يعني يمكن التعدد ويمكن التوحد إذن السبب الثاني الذي أوجب وقوع الاختلاف الاختصار في النسب.

طبعا هذا يصطدم مع قرينة وهي أنه في الروايات وأسانيد الروايات كثر اختصار السند تعويلا على السند السابق وأما في كتب الرجال والفهرستات ففي العادة يذكر الاسم مفصلا لا مختصرا فإذا ما ورد الاسم مختصرا في الفهرستات وكتب الرجال كان هذا مناف لهذه القاعدة.

السبب الثالث لإمكان التعدد أو الاختلاف الاختلاف في الكنى فالنجاشي الرجالي المشهور له كنيتان أبو الحسين وأبو العباس صلوات الله عليهما والمشهور أبو العباس النجاشي ولكن قد يكنى بابي الحسين وفي بعض النسخ حصل تصحيف لأبي الحسين فقالوا أبو الحسن.

خلاصة اسباب التعدد

هذه أسباب ثلاثة في عالم الإمكان في عالم الثبوت يعني يمكن أن يثبت الاختلاف بأحد الأسباب الثلاثة:

السبب الأول أن يذكر مرة بالاسم وأسم أبيه ومرة أخرى بالكنية واللقب

السبب الثاني مرة موجز مختصر ومرة مفصل

السبب الثالث اختلاف الكنى

هذه الأسباب ليست من جهة الحصر العقلي وإنما من جهة الحصر الاستقرائي فقد تكون هناك أسباب أخرى كاختلاف اللقب وتعدد الألقاب هو ذكر تعدد الكنى أحيانا شخص له ألقاب عديدة فتارة يذكر بلقب في سند ويذكر في سند آخر بلقب آخر، هذا تمام الكلام في توحيد المختلفات في عالم الثبوت والإمكان وفائدة هذا التقسيم إن الطالب يصير عنده نباهة يلتفت إلى الوجوه التي قد توجب ذكر العناوين المختلفة للمعنون الواحد.

وقوع التعدد في الخارج

ثم يقع الكلام في عالم الإثبات يعني الوقوع هل هذا وقع أو لا، من أين نثبت أنه وقع أو لا بتجميع القرائن توجد قرائن على ثبوت التعدد وتوجد قرائن على نفي التعدد والمحقق يتلمس القرائن المختلفة للوصول إلى النتيجة المناسبة وقد يختلف المحققون مثلا ابن السيد الشبيري الزنجاني ابن سيد موسى يدعي اتحاد المساعد الثلاث، معروف مسعدة ابن صدقة ومسعدة و...،

تقارن بحث التعدد لبحث تمييز المشتركات

ثم إن بحث توحيد المختلفات قد يكون مقارنا لبحث تمييز المشتركات كما لو جاءتنا عناوين متعددة ومعنونات متعددة فقد تكون هذه العناوين المتعددة لمعنون واحد فيصير توحيد المختلفات يعني توحيد العناوين المتعددة لمعنون واحد واختلفت عناوينه وهو ما نبحثه في المرحلة الخامسة وقد يحصل العكس العنوان واحد والعناوين متعددة وهو ما نبحثه في تمييز المشتركات وقد يحصل عندنا تعدد في العناوين والمعنونات هذه المجموعة من العناوين عنوان منها له عدة معنونات فيدخل في تمييز المشتركات ومجموعة أخرى من هذه العناوين لها معنون واحد فيدخل البحث في توحيد المختلفات تجمع القرائن، النتيجة النهائية الملاك والضابطة في توحيد المختلفات تلمس القرائن الموجبة للوثوق والاطمئنان مثل لو مثلا هذان العنوانان مثلا أحمد بن إدريس وأبو علي الأشعري لو كان لكل منهما كتاب هذا الآن شيء افتراضي، كل منهما له كتاب رجالي أو روائي كل منهما روى عنه رواة معنيين كل منهما روى عن رجال معنيين كل منهما كان كوفي كل منهما كان زراعا هذه القرائن توجب الاطمئنان بكون الرجل واحد لا متعدد هذه خلاصة البحث.

 

تطبيق العبارة

المرحلة الخامسة توحيد المختلفان يعني توحيد العناوين المختلفة والمتعددة لمعنون واحد

قد يوجد في الإسناد وكتب الرجال عناوين مختلفة، لماذا قال الإسناد وكتب الرجال؟ هذا له موضوعية عادة في الأسانيد يكثر الاختصار اعتمادا على الأسانيد السابقة لكن في كتب الرجال يكثر التفصيل وميزة الشيخ النجاشي أنه خبير بانساب العرب والقبائل العربية لذلك هو أكثر تفصيلا من الشيخ الطوسي فيما يتعلق بالاسماء والاماكن قد يوجد في الإسناد وكتب الرجال عناوين مختلفة لكن المراد منهما ـ من العناوين في الإسناد وكتب الرجال ـ واحد وتعيين اتحاد العناوين المختلفة وتغايرها لازم في التحقيق السندي إذن حقق السند خصوصا إذا كان أحد العناوين مذكورا بالوثاقة فقط مثل عنوان أحمد بن إدريس يوثق لكن عنوان أبو علي لم يوثق.

مثلا تكرر ذكر أبي علي الأشعري في الكافي هو شيخ الكليني في الكافي وغيره الكافي تكرر ذكر أبو علي الأشعري في إسناد كثيرة مع ذلك لم نرى في الأصول الرجالية الأصلية يعني المتقدمة رجال الكشي ورجال الشيخ الطوسي وفهرست الشيخ الطوسي فهرست النجاشي ورجال البرقي النجاشي اسم كتابه فهرست مصنفي الشيعة، من أين عرفنا اسمه؟ من بداية الجزء الثاني من كتاب النجاشي قال الجزء الثاني من فهرست مصنفي الشيعة لكن المشهور الآن يقول رجال النجاشي يعني المراد فهرست لذلك أحيانا نعبر رجال النجاشي أحيانا نعبر فهرست النجاشي لكن العناوين المطبوعة رجال النجاشي طبعة لبنان تحقيق النائيني جزأين رجال النجاشي، طبعة جماعة المدرسين في قم جزء واحد تحقيق السيد موسى الشبيري الزنجاني عنوانها رجال النجاشي.

ومع ذلك لم نرى في الأصول الرجالية الأصلية هذا العنوان عنوان أبو علي الأشعري لكن نرى عنوانا آخر لهذا الراوي وهو أحمد بن إدريس.

فلإثبات وثاقة أبي علي الأشعري والحكم باعتبار روايات وقع فيها هذا العنوان لابد أن نستند إلى ما صرح به أئمة الرجال من وثاقة أحمد بن إدريس وجلالته.

وفي هذا المثال اتحاد العنوانين معلوم على من له أدنى إلمام بالاسناد.

إلى هنا ذكر وجه من وجوه الاختلاف، ما هو الوجه الأول؟ الاختلاف بذكر الرجل باسمه وباسم أبيه تارة وبذكر كنيته ولقبه تارة أخرى هذا الوجه الأول لوقوع الاختلاف. لكن هنا جملة من العناوين يجب البحث عن اتحادها وعدمه الآن يشير إلى الوجه الثاني الاختلاف في الاختصار والتفصيل فمثلا ورد فيما يقرب من مئة سند في كتب الصدوق ذكر جعفر بن محمد بن مسرور وهذا العنوان لم يذكر في كتب الرجال بمدح أو ذم لكن قد يقال باتحاده مع جعفر بن محمد بن قولويه العالم الشهير الثقة مؤلف كامل الزيارات فصحة روايات جعفر بن محمد بن مسرور تتوقف على تنقيح هذا البحث أنه واحد أو متعدد في توحيد المختلفات بحثان رئيسيان الأول إثبات إمكان الاتحاد هذا بحث ثبوتي هل يمكن الاتحاد أو لا البحث الثاني إثبات وقوع الاتحاد.

البحث الأول إثبات إمكان الاتحاد

في بعض العناوين إمكان الاتحاد معلوم من غير حاجة إلى بحث مثل إمكان اتحاد أبي علي الأشعري وأحمد بن إدريس فإنه واضح فإنه لا إشكال في إمكان تكنية أحمد بابي علي وتلقبه بالاشعري إذن هذا إشارة إلى الوجه الأول للاختلاف الاختلاف في الذكر تارة يذكر باسمه واسم أبيه وتارة يذكر الراوي بكنيته ولقبه لكن إمكان الاتحاد في بعض العناوين يحتاج إلى الالتفات إلى نكت رجالية كثيرا ما خفيت على الإعلام فضلا عن غيرهم.

الان يشرع في الأمر الثاني الاختلاف في التفصيل والاختصار، المثال ورد في رجال النجاشي عنوان محمد بن جمهور[2] وقد ترجم الشيخ الطوسي في الفهرست[3] والرجال وكذلك ابن الغضائري في كتابه[4] ترجمة لمحمد بن الحسن بن جمهور فهل يمكن اتحاد العنوانين؟ الجواب نعم

الحاشية رقم 2 الآن نسب الكلام إلى ابن الغضائري كتاب ابن الغضائري لم يصل إلينا لكن حقق كتاب ابن الغضائري وطبعه المحقق الكبير والخبير السيد محمد رضا الجلالي صاحب كتاب جهاد الإمام السجاد، فمن أين جاء به السيد الجلالي؟ الجواب كانت الأصول الرجالية الخمسة أو الستة موجودة خمسة منها وصل إلينا رجال الكشي رجال الطوسي فهرست الطوسي فهرست النجاشي ورجال البرقي السادس لم يصل إلينا وهو رجال ابن الغضائري السيد الخوئي يعتمد في معجم الرجال على الأصول الخمسة يضيف إليها البرقي ما يعتمد رجال ابن الغضائري لأنه لم يصل إلينا لكن السيد أحمد ابن طاووس أستاذ العلامة الحلي كتب كتاب حل الإشكال، حل الإشكال عبارة عن جمع للأصول الخمسة النجاشي وفهرست الطوسي ورجال الطوسي ورجال الكشي ورجال ابن الغضائري حل الإشكال لم يصل إلينا وصلت نسخة مرقعة إلى الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني وحررها ـ حرر ما وضح منها ـ واسماه التحرير الطاووسي فإذا أردت معرفة آراء ابن الغضائري تخرجها من التحرير الطاووسي للشيخ حسن صاحب المعالم.

كتاب ثاني مجمع الرجال للقهبائي القهبائي تلميذ ملا عبد الله التستري، ملا عبد الله التستري رأى نسخة بالوجادة أنها رجال أبن الغضائري هذه النسخة وصلت إلى تلميذ القهبائي القهبائي كتب كتابه جمع أصول خمسة النجاشي وفهرست الشيخ الطوسي ورجال الشيخ الطوسي والكشي الخامس ابن الغضائري فإذا تريد تبحث عن ابن الغضائري وآراءه تطلعها من هذين الكتابين أو من رجال العلامة الحلي وابن داود الآن هو نسب إلى أبن الغضائري هذه كل الحاشية دخلتنا في هذه التفاصيل.

رجال ابن الغضائري صفحة 92 [5] يقول على ما ورد في نسخ الكتاب وقد اثبت مصحح الكتاب يعني مصحح كتاب ابن الغضائري السيد محمد رضا الجلالي أخوه الكبير أيضا محقق السيد محمد حسين الجلالي، محمد بن أبي جمهور في المتن يعني ما ذكر محمد بن الحسن بن جمهور كتب محمد بن جمهور اعتمادا على تحرير الطاووسي يعني على ما ورد من نقل الشيخ حسن صاحب المعالم في كتابه تحرير الطاووسي عن رجال ابن الغضائري، السيد الخوئي لا يبني على صحته نحن لا نبني على صحته السيد السيستاني له كلمات قد تفيد اعتبار رجال ابن الغضائري بعد تحقيق المطلب في بحث أعلى وأعمق.

هل يمكن اتحاد العنوانين؟ الجواب نعم وذلك لقاعدة رجالية هذه القاعدة الثانية جواز الاختصار في النسب بأن يحذف اسم الأب وينسب الرجل إلى أحد أجداده فجمهور في محمد بن جمهور يمكن أن لا يكون والدا لمحمد كي يستحيل اتحاده مع محمد بن الحسن بن جمهور بل يحتمل كونه جده فيصح اتحاد العنوانين محمد بن جمهور ومحمد بن الحسن بن جمهور والاختصار في النسب أسلوب خاص للتعبير عن الرواة وهنا أساليب أخرى يجب الالتفات إليها في بحث توحيد المختلفات يشير إلى الطريقة الثالثة للإمكان ما هي الطريقة الثالثة؟ يقول مثل مسألة تعدد الكنى فإن بالإمكان أن يكنى الرجل بكنى مختلفة كما كني النجاشي صاحب الرجالي بابي الحسين وأبي العباس.

الحاشية رقم 3 وردت تكنية النجاشي بأبي الحسين في فتح الأبواب السيد ابن طاووس السيد رضا الدين بن طاووس الأخ الاكبر صاحب الكرامة صفحة 190 [6] وبتصحيف الحسين بن حسن في صفحة 182 [7] من نفس كتاب فتح الأبواب وأيضا في خاتمة مستدرك الوسائل الجزء الثالث صفحة 147[8] نقل صاحب المستدرك المحدث النوري نقلا عن البحار عن قبس المصباح للشهرستي وقد ورد في البحار بتصحيف الحسين بالحسن يعني بدال أبو الحسين قال أبو الحسن وقد كناه بأبي العباس في الإقبال[9] ، من هو صاحب الإقبال؟ السيد ابن طاووس إقبال الأعمال وكتاب فرج المهموم[10] وكتاب اليقين[11] وكل هذه الكتب للسيد ابن طاووس.

ومما ذكرنا يعني من الطرق الثلاث التي قد توجب الاختلاف ظهر دور بحث أساليب التعبير في هذه المرحلة مرحلة إمكان الاختلاف يعني التعبير هو الذي يوجب إمكان الاختلاف.

البحث الثاني إثبات وقوع الاتحاد

بحث إثباتي يقوم على تلمس القرائن بعد أن ثبت إمكان الاتحاد يجب البحث عن وقوعه بالفحص عن قرائن الاتحاد وقرائن عدم الاتحاد ومقارنة هذه القرائن مع تلك القرائن واستخراج النتيجة من هذه المقارنة فلنوضح ذلك في المثال المتقدم.

القرينة على اتحاد محمد بن جمهور المترجم في رجال النجاشي مع محمد بن الحسن بن جمهور المترجم في عدة كتب هي كثرة الجهات المشتركة بينهما:

منها وحدة اسمهما وانتساب كليهما إلى جمهور وجمهور اسم غريب والمنتسبون إليه في الرواة قليلون

منها كونهما مؤلفين للكتاب يعني في ترجمة كل واحد قيل صاحب كتاب

منها كونهما صاحبي كتاب باسم الملاحم كليهما عندهم كتاب اسمه الملاحم،

منها رواية احمد بن الحسين عن كليهما كتابه يعني راوي كتاب الأول وراوي كتاب الثاني هو أحمد بن الحسين بن سعيد وبإزاء هذه الجهات يعني التي توجب الاتحاد في الشخصية توجد قرينة تبعد احتمال الاتحاد وهو أن الاختصار في النسب لا يحسن عند ترجمة الراوي في كتب الرجال بل إنما يحسن الاختصار عند التعبير عنه ـ عن الراوي ـ في الإسناد ـ إسناد الرواية ـ لكن هذه القرينة ما تقاوم القرائن المتقدمة الدالة على الاتحاد اذ يمكن دفعها بأن من الجائز عدم علم النجاشي بكون جمهور جد محمد وذلك لكون التعبير المعهود عن هذا الراوي في الإسناد هو محمد بن جمهور فحسب فذلك أوجب خفاء اقتضى خفاء كون جمهور جد محمد وقد وقع من نظير ذلك بالنسبة إلى ابن قولويه النجاشي عادة يفصل لأنه عنده خبرة بالقبائل العربية والأماكن أكثر من الشيخ الطوسي الشيخ الطوسي شمولي في العقائد في الفقه في الأصول في الرجال في التفسير.

وقد وقع نظير ذلك بالنسبة إلى أبن قولويه فإن التعبيرات الشائعة عنه في الإسناد هي جعفر بن محمد بن قولويه أبو القاسم بن قولويه وابن قولويه وقد ترجمه الشيخ الطوسي بجعفر بن محمد بن قولويه[12] لكن ترجمه النجاشي[13] بجعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه فعدم ذكر الشيخ لنسبه الكامل إنما يكون من جهة عدم وقوع التعبير عنه في الإسناد يعني في الإسناد ذكر هكذا جعفر بن محمد بن قولويه بحيث خفي على الشيخ كون قولويه هو الجد الأعلى لمحمد لا والده

في الحاشية يقول هذا كله مع الغض عن احتمال وقوع خطأ لائمة الرجال في عنوان محمد بن الحسن بن جمهور فإن لمحمد بن جمهور حفيدا يروي عنه النعماني صاحب كتاب الغيبة وربما يعبر عنه بمحمد بن الحسن بن جمهور كتاب الغيبة صفحة 229 [14] فمن المحتمل خلط الحفيد الذي هو محمد بن الحسن بن جمهور بالجد الذي هو محمد بن جمهور.

تنبيه

الآن يشير إلى أنه قد تتداخل تمييز المشتركات مع توحيد المختلفان.

تنبيه يرتبط أحيانا بحث توحيد المختلفات ببحث تمييز المشتركات وذلك إذا لم يثبت اتحاد العنوانين فإنه قد ينجر إلى اشتراك عنوان فنحتاج إلى بحث تمييز المشتركات.

المثال ترجم النجاشي لاسحاق بن عمار الصيرفي ووثقه[15] وترجم الشيخ الطوسي لاسحاق بن عمار الساباطي[16] إذن هنا اختلاف في العناوين ويمكن المعنون واحد ويمكن المعنون متعدد يقول ووثقه لكن حكم بكونه فطحيا وقد وقع الكلام في اتحاد العنوانين فلو قلنا بعدم الاتحاد كما عليه مشهور الرجاليين أو احتملنا ذلك كما يحتمله نفسه السيد الشبيري الزنجاني يحتاج عنوان إسحاق بن عمار عند الإطلاق إلى التمييز هل هو الصيرفي أو هو الساباطي.

والمتحصل من مجموع ما مر أن توحيد المختلفات يكون على أساس جمع القرائن المقوية وجمع القرائن المضعفة، المقوية يعني للاتحاد والمضعفة للاتحاد، ومن القرائن المقوية وحدة طبقة العناوين وشباهة اسنادها وكثرة الجهات المشتركة بينها ونحصل على هذه القرائن بالرجوع إلى كتب الرجال والاسناد.

ولتوحيد المختلفات قواعد يرجع كثير منها إلى قانون حساب الاحتمالات يعني يريد أن يقول بالتعبير القديم المدار على حصول الوثوق والاطمئنان هذا الوثوق والاطمئنان مسبب معلول ما هي علته؟ حساب الاحتمالات يعني تجميع القرائن كلما زادت قرينة على الاتحاد زاد الاحتمال وتكون يعني توحيد المختلفات من فروع هذا القانون قانون حساب الاحتمالات وتفصيل الكلام حول هذه المرحلة الخامسة كالمراحل الأربعة موكول إلى الفصول الآتية.

فائدة

هنا مرحلة أخرى حول الرواة لا دخل لها في اعتبار السند لكن ينبغي طيها وهو بحث ضبط أسامي الرواة ومعرفة حركات حروفها، حُمران بن أعين، بريد أو بُريد ما يؤثر في صحة السند لكن في النطق مهم لكن ينبغي طيها فيعلم مثلا في هذه المرحلة كون حُمران بن اعين بضم الحاء وفتح العين لا بالعكس يعني حَمران بن أعيُن كما يدور كثيرا على السنة غير المتدربين في الرجال في بحوث الخارج هو فقير ما يضبط الاسم مو مهم المهم يصحح السند أو كون حنان بتخفيف النون لا تشديدها حنّان وقد سهى من قرأها مشددة حنّان أو جعل شدة على النون عند الكتابة، هذا تمام الكلام في المراحل الخمس من الفصل الأول.

تذييل

الأسناد المشهورة في الكتب الأربعة يأتي عليها الكلام.

 


[1] أصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص73.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo