< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث الرجال

41/10/10

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع: التعليق والاشارة والتحويل في الأسناد

 

قال السيد الشبيري مصنف الكتاب حفظه الله منها التعليق في الإسناد.[1]

 

توضيح الدرس

كان الكلام في المرحلة الأولى من الفصل الأول وهي المرحلة التي تبحث فهم مفاد السند تطرقنا إلى طريقة ثقة الإسلام الكليني "رحمه الله" الذي كان لا يرفع جبهته من السجود إلا وقد بل التراب بدمع عينه وقد ألف كتاب الكافي في عشرين سنة طلب منه أن يكتب كتابا كاف لمن يرجع إليه ممن يريد العمل بالآثار الصحيحة فكتب كتاب الكافي في عشرين سنة بأسلوب العنعنة وابتدأ بمشايخه ثم مشايخ مشايخه إلى أن يصل السند إلى الإمام المعصوم “عليه السلام”.

قلنا إن أسلوب العنعنة تارة يكون واضحا بحيث تكون جميع المفردات مصرح بها وتارة لا يصرح ببعض حلقات السند وبعض الرواة الواردين في السند ومن هنا تطرق المصنف السيد محمد جواد الشبيري "حفظه الله" إلى عدة أمور في أسانيد الكافي:

الأمر الأول الإضمار أحيانا الكليني يأتي بضمير وعنه وعنه فما العمل قلنا توجد طريقتان:

الطريقة الأولى تصريح الكليني مسبقا فيؤخذ بالعهد الذكري

الطريقة الثانية إذا لم يشخص مرجع الضمير ففي هذه الحالة يبحث عن طبقة الراوي وتشخص الطبقة من خلال مقارنة الأسانيد المشابهة مع بعضها البعض فمن خلال الراوي والمروي عنه يتشخص.

الأمر الثاني تعليق الأسانيد

الأمر الثالث الإشارة

الأمر الرابع التحويل

وكل هذه الأمور الأربعة الإضمار والتعليق والإشارة والتحويل ضابطة التعرف على الواسطة غير الواضحة معلوم وهو إحدى طريقتين الطريقة الأولى إذا يوجد تصريح بالواسطة في الكلام يؤخذ بها وإن لن يوجد تصريح أخذنا بالطبقة اليوم نشرع بالثاني.

الثاني تعليق الأسانيد والمراد بالتعليق حذف أول السند من دون الإشارة إليه ومن هنا فإن الثاني الإشارة حينما يقول وبهذا الإسناد لا يقال له تعليق وإنما يقال له يشبه التعليق، لماذا يشبه التعليق؟ لأن فيه حذف الأول السند ولماذا لا يكون تعليقا لأن التعليق لا يصرح به ولا يشار فيه إلى الواسطة المحذوفة.

يبقى في التحويل، لاحظ تحويل الأسانيد لو قال هكذا محمد عن علي وجعفر عن صادق جميعا عن أبن أبي عمير هذه لفظة جميعا تشير إلى الراويين الأخيرين يعني محمد عن علي الراوي الثاني منه علي جعفر عن كاظم الراوي الثاني كاظم جميعا يعني علي وكاظم عن ابن أبي عمير ففي الأصل يوجد سندان حولا إلى سند واحد.

لو قال الكليني هكذا علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ثم قال جميعا عن الحسين بن سعيد من الذي روى عن الحسين بن سعيد مباشرة؟ الثاني من السند الأول والثاني من السند الثاني، من هو الثاني في السند الأول؟ أب علي بن إبراهيم وهو إبراهيم بن هاشم، من هو الثاني في السند الثاني؟ الفضل بن شاذان يعني هذا سندين السند الأول الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير أو عن الحسين بن سعيد، السند الثاني الكليني عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن الحسين بن سعيد فالكليني حوّل السندين إلى سند واحد وأحيانا يحول ثلاثة وأحيانا يحول أربعة.

لو قال الكليني هكذا علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وأبو علي الأشعري عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسين بن سعيد، من هم الثلاثة الذين رووا مباشرة عن الحسين بن سعيد؟ الثاني من كل سند يعني هذه ثلاثة أسانيد السند الأول علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد السند الثاني محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن الحسين بن سعيد السند الثالث الكليني عن أبي علي الأشعري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد فحوّل الأسانيد الثلاثة إلى سند واحد هذا يقال له تحويل الأسانيد المتعددة بدل ما يذكرها كامل كله تتحد في الطبقة الثالثة تشترك في الحسين بن سعيد كيف يحولنا هذه الأسانيد وعرفنا التحويل؟ بقرينتين قرينة داخلية وقرينة خارجية القرينة الداخلية قوله جميعا القرينة الخارجية معرفة الطبقة أن طبقة الحسين بن سعيد في مرتبة أستاذ علي بن إبراهيم في مرتبة أستاذ الفضل بن شاذان أحيانا القرينة الداخلية نحوية هكذا يقول مثلا علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري ما يقول وأبي علي لو كان عاطف يصير جار ومجرور عن أبي علي هذه استئناف يعني بداية سند جديد يقول علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري عن أحمد بن محمد وأبو داود ولا يقول وأبي داود، عن فلان عن الحسين بن سعيد ما يذكر لفظ جميعا ولكن دقيق الكليني لا يقول ما جاء بأنه أحمد بن إدريس قال أبو علي الأشعري جاء بالكنية حتى يرفعه بالواو لم يأتي باسم أبي داود جاء بالكنية أبو داود حتى تعرف أن هنا استئناف.

خلاصة البحث إن الكليني قد اتبع أسلوب العنعنة في الأسانيد فأحيانا يصرح بجميع الوسائط وأحيانا لا يصرح وإذا لم يصرح فالعلاج أحد طريقين إما يوجد تصريح سابق يلجأ إليه وإما لا يوجد فيتم التشخيص من خلال طبقة الراوي والطبقة تشخص من خلال مقارنة الأسانيد المشابهة لبعضها البعض وأما طريقة حذف الوسائط أو طريقة التي توجب الاشتباه أربعة أمور:

أولا الإضمار

ثانيا التعليق

ثالثا الإشارة

وبهذا الإسناد إشارة إلى السند السابق يحذف أحيانا واسطة أحيانا واسطتين والطريقة الرابعة طريقة التحويل.

 

تطبيق العبارة

قال السيد الشبيري منها التعليق في الأسناد يعني في الأسانيد المراد بالتعليق حذف أول السند مع التصريح به أو الإشارة إليه سيأتي تعريفه في حاشية الصفحة المقبلة.

المثال علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان...[2] هذا السند الأول، السند الثاني:

     محمد بن خالد، محمد بن خالد هذا والد احمد بن محمد بن خالد البرقي تعرف من خلال الطبقة الكليني ما يروي عن الولد فكيف يروي عن الأب فتعرف في واسطتين مقطوعتين الواسطة الأولى علي بن إبراهيم الواسطة الثانية احمد بن محمد عن حمزة بن عبيد عن إسماعيل بن عباد...[3]

ربما يخطر بالبال بدوا ابتداء عدم التفاوت بين السندين يعني عدم الاختلاف فالكليني يروي عن محمد بن خالد في السند الثاني كما روى عن علي بن إبراهيم في السند الأول.

لكن الأمر ليس كذلك فإن محمد بن خالد ليس من مشايخ الكليني بل الكليني يروي عنه محمد بن خالد البرقي بواسطتين على الأقل الذي هو علي بن إبراهيم وأحمد بن محمد بن خالد الذي هو ولده بواسطتين على الأقل كما نراه في السند الأول واسطة الأولى علي بن إبراهيم الواسطة الثانية أحمد بن محمد بن خالد البرقي.

وهنا قد حذف من أول السند الثاني راويان أي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد فهذا ما يسمى بالتعليق.

والتعليق هو حذف أوائل الإسناد هذا القيد الأول القيد الثاني من غير إشارة إلى المحذوف في نفس السند.

الحاشية رقم 2 التعليق في اصطلاح علم الدراية يطلق على مطلق حذف أوائل الأسناد يعني له أقسام لكن اقتصرنا هنا على التعليق الذي كان حذف السند فيه بالاعتماد على السند السابق كما هو المتكرر في أسناد الكافي.

ويوجد عندنا التعليق اعتمادا على المشيخة هذا تعليق الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه وتعليق الشيخ الطوسي في التهذيبين حذف أول الإسناد اعتمادا على وجود بداية السند في المشيخة في نهاية الكتاب أما الكليني يحذف أول السند اعتمادا على السند السابق لأن طريقته طريقة العنعنة.

وقد كثرت الأسناد المعلقة في الكافي اعتمادا على الأسناد السابقة.

وطريق معرفة الأسناد المعلقة هو معرفة أن الراوي ليس من مشايخ صاحب الكتاب يعني يجب أن تعرف كل واحد وشيوخه وهذا يصير واضح وبديهي عندك يعني الشيخ الطوسي اساتذه المفيد أبن أبي جيد القمي أبن الحاشر الحسين بن عبيد الله الغضائري، الصدوق من هم اساتذته؟ أبوه علي بن الحسين، محمد بن الحسن بن الوليد وهكذا الكليني من هم مشايخه؟ علي بن إبراهيم القمي، أبو علي الأشعري ـ أحمد بن إدريس ـ محمد بن إسماعيل، محمد بن يحيى العطار فإذا ما جاء من اساتذه أول السند تعرف أن هناك سقط إذن هذا من خلال معرفة الطبقة ومعرفة المشايخ ومعرفة التلامذة الراوي والمروي عنه مثل الآن أنت تعرف فلان منو اساتذته ومنو طلابه فإذا نقل عنه واحد ليس من طلابه تعرف توجد واسطة أو هو نقل لا عن أستاذه لكن نقل شيء عن أستاذه لكن لم ينقل مباشرة نقل عن غير أستاذه تعرف أن هناك واسطة إذا نقل عن غير أستاذه.

قال وقد كثرت الأسناد المعلقة في الكافي اعتمادا على الأسناد السابقة المتقدمة على السند وطريق معرفة الأسناد المعلقة هو معرفة أن الراوي ليس من مشايخ صاحب الكتاب وفي الكافي نفحص في السند السابق أو الأسناد السابقة عمن وقع في أول السند المعلق حتى نهتدي إلى القطع المحذوفة من السند.

تنبيه: لو رجع الضمير إلى وسط السند المتقدم لكان السند معلقا لا محاله وقد مر في البحث السابق أمثلة ذلك في الحالة الثانية صفحة 35 الحالة الثانية أن يرجع الضمير إلى وسط السند السابق من غير قنينة داخلية المثال الأول حميد بن زياد عن أبن سماعة عن أبن رباط عن إسحاق بن عمار السند الأول عنه قال عنه يرجع الضمير إلى أبن سماعة الموجود في وسط السند، هذا تمام الكلام في القسم الثاني.

إذا أخذنا تطبيقات الوسائل ستفهمون صاحب الوسائل ودقته أحيانا يقول وبهذا الإسناد أحيانا يقول تقدم مثله أحيانا يقول تقدم نحوه دقيق أحيانا يقول تقدم عينه إذا قال عينه يعني في السند والمتن مثلا يقول نحوه السند نفسه لكن في المتن يوجد اختلاف يقول نحوه هذا الذي يتتبع الوسائل والوسائل ذكر نص أسانيد الكتب الأربعة ما غير فيها لكن أبدا ملاحظاته في ضبط المتن في ضبط السند والاختلافات فيما بينها.

القسم الثالث الإشارة

والمراد منها هنا ما يشبه التعليق، لماذا قال ما يشبه التعليق؟ يشبه التعليق لحذف أول السند ولم يقل هذا تعليق لأن المراد بالتعليق حذف السند مع عدم الإشارة وهنا توجد إشارة، يقول وهو حذف أوائل الأسناد مع الإشارة إلى المحذوف بعبارة بهذا الإسناد أو مثلها ـ مثل هذه العبارة ـ ومثل هذا السند وفي هذه الحالة ـ عند الإشارة ـ لو سبق ذكر من ورد بعد عبارة بهذا الإسناد في السند السابق فلا صعوبة يعني يصير عهد ذكري، الإشارة تشير إلى المذكور.

المثال: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن عبد الله المغيرة ومحمد بن سنان يعني هنا اثنين الذي يذكرون يعني الأب محمد بن خالد يروي عن اثنين عن عبد الله بن المغيرة وعن محمد بن سنان هذا سيأتي في التحوير ثم يقول:

     وبهذا الإسناد عن أبيه يعني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه قال وبهذا الإسناد عن أبيه عن أحمد بن النضر...[4] هذا واضح هذا مذكور المرجع.

وأما لو لم يكن الأمر كذلك يعني لو لم يسبق ذكر من ورد بهذه العبارة ما سبق ذكره فلابد من ملاحظة طبقة الراوي في كشف المشار إليه بقوله بهذا الإسناد

المثال: علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله “عليه السلام” قال

     سمعت أبا عبد الله “عليه السلام” يقول...، الآن يأتي ذكر الإشارة السند الثاني

     وبهذا الإسناد عن محمد بن عبد الحميد عن العلاء بن رزين...[5] ، هذا محمد بن عبد الحميد من الذي تقدم عليه؟ هل هو علي بن إبراهيم فقط أو علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي فقط واسطتين أو ثلاثة علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم أو أربع وسائط علي بن إبراهيم عن احمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة هذا تشخصه من خلال معرفة طبقة محمد بن عبد الحميد.

يقول يعرف المشار إليه بقرينة كون محمد بن عبد الحميد من مشايخ أحمد بن محمد البرقي فالسند كان في الأصل كان هكذا علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن محمد بن عبد الحميد لأن محمد بن عبد الحميد شيخ البرقي الابن صاحب كتاب المحاسن يعني أحمد بن محمد المطرود هذا تلميذ محمد بن عبد الحميد فحذف من أوله طبقتان علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد وأشير إلى ما حذف يعني الطبقتين باسم الإشارة وبهذا الإسناد.

القسم الرابع التحويل في الإسناد يعني تحويل أكثر من سند إلى مظهر سند واحد قد يكون هو في الأصل سندين أو ثلاثة أو أربعة، اشتركت هذه الأسناد الأربعة في الاشتمال على واو العطف الآن يذكر أربعة أسانيد كلها فيها واو العطف، يقول الآن أنت كيف تعرف تشخص أنها سند أو سندين وأن هذه الواو واو عطف أو واو استئناف يقول إما بقرينة داخلية كلفظ جميعا أو رفع المعطوف عليه تقول أبو فلان وأما القرينة الخارجية معرفة طبقة الراوي.

السند الأول محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد...[6] هذا سندين ما هو السند الأول؟ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد السند الثاني علي بن الحسن عن سهل بن زياد لكن هنا لا توجد قرينة داخلية ويعرف أيضا من الطبقة سهل بن زياد شيخ محمد بن الحسن وشيخ علي بن محمد.

الثاني علي بن إبراهيم عن أبيه هذا المقطع الأول الثاني ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا ـ يعود على الفضل بن شاذان الوارد في السند الثاني وأبوه الذي هو إبراهيم بن هاشم ـ عن أبن أبي عمير...[7] ،

الثالث محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان هذا المقطع الأول المقطع الثاني وأبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى...[8] هنا لم تأتي لفظ جميعا هنا القرينة أبو علي الأشعري لم يقل وأبي علي الأشعري لم يقل محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان وأبي علي الأشعري قال وأبو علي الأشعري فيصير السند هكذا سندين عندنا السند الأول محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى.

السند الثاني أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى.

الرابع عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد هذا المقطع الأول، المقطع الثاني وأبو داود جميعا عن الحسين بن سعيد...[9] هنا قرينتان داخليتان القرينة الأولى أبو داود القرينة الثانية جميعا يعني عندنا سندان السند الأول فيه طبقتان عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد طبقتين قبل الحسين بن سعيد السند الثاني طبقة واحدة قبل الحسين بن سعيد أبو داود عن الحسين بن سعيد.

سؤال ما الفرق بين الأمثلة الأربعة؟

هذا مجمل مفصل السند الأول فيه واو فقط السند الثاني فيه جميعا.

ويوهم في بادئ الأمر اتحاد الأسناد الأربعة في كيفية العطف لكن هنا قرائن على اختلافها في ذلك.

ففي المثال الأول علي بن محمد عطف على محمد بن الحسن بلا كلام.

وفي المثال الثاني الظاهر البدوي من السند كون محمد بن إسماعيل عطفا على أبيه فيروي عنه علي بن إبراهيم وهما يرويان عن الفضل بن شاذان وهو يروي عن ابن أبي عمير هذا فهم خاطئ ما التفت إلى الواو وجميعا.

لكن هنا قرائن داخلية وخارجية تدل على عدم صحة ذلك:

أما القرينة الداخلية فكلمة جميعا هذه جميعا إذا كلهم معطوفين بواو أو كلهم معطوفين بعن تعود عليهم كلهم لكن جميعا جاءت بعد التفرقة بين الأول والثاني بعن والثالث والرابع بعن لكن بين الثاني والثالث واو فتصير جميعا تنصرف إلى الثاني من كل سند. الدالة على تعدد الراوي عن أبن أبي عمير وأما القرينة الخارجية فطبقة الراوي فإن محمد بن إسماعيل هو من مشايخ الكليني وليس من مشايخ علي بن إبراهيم والفضل بن شاذان ليس من مشايخ والد علي بن إبراهيم أي إبراهيم بن هاشم وأيضا إن إبراهيم بن هاشم هو تلامذة أبن أبي عمير ولا يروي عنه بالتوسط هذا كله يعرف من الطبقات وملاحظة الأسانيد فلا يكون الفضل بن شاذان متوسطا بين إبراهيم بن هاشم وأبن أبي عمير.

فهذه القرائن تشهد على عطف "محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان" على "علي بن إبراهيم عن أبيه" فالراوي عن أبن أبي عمير اثنان إبراهيم بن هاشم والفضل بن شاذان.

فالأصل كان في السند سندين:

الأول علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير...

الثاني محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن أبن أبي عمير...

وهذان السندان قد وردا منفردين في مواضع عديدة من الكافي كل واحد لوحده وقد نقل هذا الحديث الكليني بهذين السندين فأدرجهما الكليني في سند واحد كما في موارد كثيرة وهذا ما يسمى بالتحويل أو الحيلولة يعني الحيلولة دون ذكر عدة أسانيد بذكر سند واحد، توجد رسالة إذا تراجعونها اسمها الأسانيد المقلوبة لسماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيد حسين البروجردي "رحمه الله" هذا أول ما امتحنه في الرجال جاءوا له بأسانيد وخلوا أسانيد مقلوبة رجال مبعثرة عدل الرجال كلهم أنت من خلال معرفة الطبقة الآن مثلا لو قلت لك هكذا محمد بن خالد عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن الكليني أنت تعدل السند بنفسك تقول الكليني عن محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان تعرف الطبقات هذه الأمور كلها إذا عرفت راجعوا رسالة الأسانيد المقلوبة امتحنوا حلهم كلهم السيد البروجردي في شبابه كلهم رتب الأسانيد المقلوبة.

وفي المثال الثالث أيضا تحويل يشهد على ذلك رفع كلمة أبو علي الأشعري هذه قرينة داخلية فلو كان هذا الاسم عطفا على الفضل بن شاذان وجب أن يكون مجرورا لا محاله، القرينة الثانية وتعين طبقة الرواة كون الفضل بن شاذان ومحمد بن عبد الجبار راويين عن صفوان بن يحيى. طبعا الأساس هو الطبقة يمكن نسخة فيها تصحيف بدل يكتب أبو كتب أبي أنت إذا محقق أنت الذي تصيغ أنت تصنع الحدث مو تتأثر بالحدث الرجالي والسياسي، السياسي يصنع الحدث والمؤرخ يكتب ويسطر ما أحدثه الآخرون إذن أنت رجالي أنت تصنع الأسانيد وترتبها.

وفي المثال الرابع أيضا تحويل كما يشهد عليه رفع كلمة أبو داود لكن في المثال قد عطف أبو داود وحده على عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وحاصله إن للكليني طريقين إلى الحسين بن سعيد أحدهما بواسطتين عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد والأخرى بواسطة واحدة فقط وهو أبو داود فوقع راو واحد وهو أبو داود مكان راويين علي بن إبراهيم عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد فالواو عطفت طبقة واحدة طبقة أبو داود على طبقتين عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد فالسند بالأصل كان هكذا

الاول عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد السند...

الثاني أبو داود عن الحسين بن سعيد...

القرينة على التحويل في السند رفع كلمة أبو داود وكون أبي داود من مشايخ الكليني وبعد ما ثبت التحويل نعرف كون أحمد بن محمد وأبي داود راويين عن الحسين بن سعيد بقرينة كلمة جميعا وطبقة الرواة، جميعا قرينة داخلية طبقة الراوي قرينة داخلية طبقة الراوي قرينة خارجية وهناك حالات أخرى في الأسناد تغلق علينا فهم السند لا حاجة إلى شرحها هنا يعني بداية الكتاب وسنشير إليها في بعض الأبحاث الآتية التمرين التحقيق اهتموا به يفيدكم، هذا تمام الكلام في المرحلة الأولى.

المرحلة الثانية معرفة التحريفات في السند يأتي عليها الكلام.

 


[1] اصول الرجال، السيد محمدجواد الشبيري، ص37.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo