< فهرست دروس

الأستاذ الشیخ عبدالله الدقاق

بحث کفایة الاصول

41/01/25

بسم الله الرحمن الرحيم

 

موضوع: كفاية الاصول/المقدمة /الكلام في إطلاق اللفظ وإرادة شخصه

 

قال الشيخ الآخوند الخراساني "رحمه الله" مع أن حديث تركب القضية من جزأين لولا اعتبار الدلالة في البين.[1]

 

خلاصة الدرس

كان الكلام في إشكال صاحب الفصول "رحمه الله" على القسم الثالث من استعمال اللفظ في اللفظ وهو إطلاق اللفظ وإرادة شخص اللفظ فقد أشكل صاحب الفصول "رحمه الله" بأن لفظ الموضوع إما أن تعتبر دلالته على نفسه أو لا إن اعتبرت دلالته على نفسه لزم اتحاد الدال والمدلول وإن لم تعتبر دلالته على نفسه لزم تركب القضية العقلية من جزأين فقط وهما المحمول والنسبة والحال إن القضية العقلية مركبة من ثلاثة أجزاء وهي الموضوع والمحمول والنسبة بينهما.

اجبنا في الدرس السابق على الشق الأول وقيل إن الدال والمدلول وإن كان واحداً ذاتاً وهو لفظ زيد في قولنا زيد لفظ لكن تكفي المغايرة الاعتبارية في تعدد الدال والمدلول فلفظ زيد باعتباره صادراً من اللافظ يكون دالاً ولفظ زيد باعتباره مقصوداً للافظ يكون مدلولاً إذن الحاكي هو لفظ زيد الصادر والمحكي هو لفظ زيد المقصود والمراد فالدال والمدلول وإن كان واحداً وهو لفظ زيد في قولنا زيد لفظ لكن الدال هو لفظ زيد باعتباره صادراً من المتلفظ والمدلول هو لفظ زيد باعتباره مقصوداً ومراداً للافظ وتكفي المغايرة الاعتبارية واشكلنا على هذا بأنه يلزم اتحاد اللحاظ الآلي والاستقلالي اليوم إن شاء الله نجيب على الشق الثاني من الإشكال لزوم تركب القضية العقلية من جزأين فقط وهما المحمول والنسبة وفي الحقيقة يلزم أن تكون الجملة مؤلفة من شيء واحد فقط وهو خصوص المحمول لأن النسبة لا تتحقق إلا بين طرفين موضوع ومحمول فإذا انتفى الموضوع انتفت النسبة قهراً يعني لم يبقى إلا طرف واحد أو شيء واحد وهو المحمول.

وللإجابة على هذا الإشكال نقدم مقدمة مؤلفة من نقطتين وإذا اتضحت هذه المقدمة سيتضح جواب الشيخ الآخوند "رحمه الله":

النقطة الأولى إن إحضار الموضوع إما أن يكون بنفسه وإما أن يكون بواسطة حاك عنه مثلاً لو كنا جالسين فقلت ولدي صديقي أستاذي وضعت كفي على كتف من جاورني وقلت عالم وعلى الثاني قلت قوي هنا هل جئت بواسطة للإشارة إلى العالم أو القوي أو الصديق أو الولد أو الأستاذ؟ كلا كلهم حاضرين موضوع الأستاذ حاضر موضوع التلميذ حاضر موضوع الولد بنفسه حاضر الأستاذ بنفسه حاضر العالم بنفسه حاضر القوي بنفسه حاضر هنا أحظرت الموضوع وحكمت عليه من دون واسطة، وضعت يدي على كتفه قلت عالم رفعت الولد ولدي فهنا لا يوجد لفظ وأحيانا تقول زيد ولدي زيد عالم زيد أستاذ زيد قوي زيد صديق فجئت بلفظ زيد للإشارة إلى معنى زيد للحكاية عن معنى زيد أو أحياناً تأتي بلفظ الإشارة هذا ولدي هذا أستاذي هذا قوي هذا عالم فلفظ الإشارة عنوان مشير إلى الموضوع عنوان حاك عن الموضوع خلاصة النقطة الأولى الموضوع إما أن يحظر بنفسه وإما أن يحظر بواسطة هذه الواسطة قد تكون إشارة خارجية وقد يكون لفظاً يحكي عن معنى الموضوع.

النقطة الثانية يمكن تقسيم القضية إلى قسمين، القسم الأول الموضوع موضوع لفظاً ومعناً والمحمول محمول لفظاً ومعناً فإذا قلت زيد عالم عندنا لفظان زيد موضوع عالم محمول لفظ زيد يشير إلى معنى زيد ولفظ عالم يحكي ويشير إلى معنى عالم إذن لفظ زيد موضوع في عالم الألفاظ وفي عالم المعاني ولفظ عالم محمول في عالم الألفاظ وعالم المعاني.

القسم الثاني القضية التي يكون الموضوع فيها موضوع لفظاً فقط لا معناً بينما المحمول محمولاً يعني يكون محمولاً لفظاً ومعناً كقولنا زيد لفظ زيد موضوع لفظاً لفظ محمول لفظاً، نأتي إلى عالم المعاني، زيد حينما جئت بزيد هل قصدت معنى زيد؟ كلا حينما حكمت عليه بأنه لفظ كنت تقصد الزاي والياء والدال ولم تقصد معنى زيد ولم تقصد أن لفظ زيد يحكي عن معناً فيكون لفظ زيد موضوعاً في عالم الألفاظ لكنه لا يكون موضوعاً في عالم المعاني أصلاً لم يورد معناه بخلاف لفظ زيد لفظ، لفظ هي محمول في عالم الألفاظ وأيضاً محمول في عالم المعاني.

الخلاصة النقطة الثانية تترتب على النقطة الأولى لذلك لم أقل مقدمتين قلت مقدمة مؤلفة من نقطتين النقطة الأولى إما أن تحظر الموضوع بنفسه وإما أن تحظره بواسطته كلمة أو ما شاكل ذلك.

النقطة الثانية الجملة على قسمين القسم الأول ما يكون الموضوع والمحمول فيها في عالم الألفاظ والمعاني معاً وهذا إذا كان الموضوع أشير إليه بواسطة إذا قلت زيد عالم، زيد موضوع لفظاً ومعنى عالم أيضاً لفظاً ومعنى.

القسم الثاني إذا كان الموضوع موضوعاً في اللفظ فقط دون المعنى بينما الحكم والمحمول محمول في الألفاظ والمعاني معاً كقولك زيد لفظ يعني ما صدر من لسان حرف الزاي والياء والدال لفظ هنا الموضوع زاي ياء دال في عالم الألفاظ فقط فهنا أحضر نفس الموضوع يعني الزاي والياء والدال ولم يحظر الموضوع بواسطة هنا الزاي والياء والدال زيد ليس عنوان مشير إلى معنى لكنه موضوع لفظاً لا معنى وأما المحمول زيد لفظ، لفظ محمول لفظاً ومعنى إذا تم ذلك ما هو إشكال صاحب الفصول؟ كلامنا في القسم الرابع من أقسام استعمال اللفظ في اللفظ قلنا استعمال اللفظ في اللفظ إما استعمال اللفظ في نوعه هذا القسم الأول، القسم الثاني استعمال اللفظ في صنفه، القسم الثالث استعمال اللفظ في مثله، القسم الرابع استعمال اللفظ في شخصه هذا مقسمهم استعمال اللفظ في اللفظ طبعاً وقع الكلام استعمال اللفظ في اللفظ هل يكون هذا من باب أيضا استعمال اللفظ في معناه أو لا لذلك الدرس السابق استعمال هذا اللفظ في معناه، قلت ما سيأتي في الدرس القادم وهو درس اليوم لأن في درس اليوم سيأتي هذا أصل بحثنا استعمال اللفظ باللفظ ولكن قد يقال إن هذه الأقسام تندرج في استعمال اللفظ في المعنى بحسب الطبع لا بحسب الوضع، بحسب الوضع استعمال اللفظ في اللفظ لكن بحسب الطبع قد يتعدى.

أصل بحثنا هذا القسم الرابع استعمال اللفظ في شخص اللفظ كقولنا زيد لفظ هل هذا ممكن أو لا؟ أشكل صاحب الكفاية قال غير ممكن لشقين، الشق الأول إن قلت لفظ زيد يدل على لفظ زيد إن لفظ زيد يحكي عن لفظ زيد لزم اتحاد الدال والمدلول وأجيب بأنه تكفي المغايرة الاعتبارية.

الشق الثاني وهو بحث اليوم إن قلت إن لفظ زيد لا يدل على لفظ زيد يعني لفظ زيد لا معنى له ما يكشف عن معنى ما يحكي عن معنى هكذا أنت تقول الآن لفظ زيد لا يحكي عن لفظ زيد هذا هو الشق الثاني هنا أشكل صاحب الفصول قال يلزم تركب القضية العقلية المؤلفة من موضوع ومحمول ونسبة يلزم تركبها من جزأين من محمول لأن يحكي عن معنى ومن نسبة لأنها تحكي عن معنى ولكن لا يوجد موضوع لأن اللفظ لا يحكي عن اللفظ لأن اللفظ لا يدل على اللفظ وهذا خلف المعروف من أن القضية العقلية مؤلفة من ثلاثة أجزاء موضوع ومحمول ونسبة.

هذا كلامك تام في القضية من القسم الأول الذي يكون الموضوع موضوع لفظاً ومعناً والمحمول لفظاً ومعناً لكن يوجد قسم ثاني للقضية وهي إن الموضوع لفظ فقط لا معنى له لا يحكي عن معنى والقسم الثاني محمول لفظاً ومعناً وبالتالي من قال إن القضية تألف من جزء كلا حينما نقول زيد لفظ فهذه قضية مؤلفة من جزأين بحسب القضية اللفظية زيد موضوع لفظاً ولفظ أيضاً محمول لفظاً وأما إذا جئنا إلى التدقيق أكثر نقول زيد لفظ هي من القسم الثاني من أقسام القضايا التي يكون الموضوع عبارة عن لفظ زيد دون معناه والمحمول لفظ لفظ ومعنى وتوجد نسبة بينهما إذن القضية تامة الأركان وبعبارة أدق تارة نأتي بالموضوع بواسطة كقولنا زيد عالم فزيد صار واسطة في إحضار معنى زيد لفظ زيد صار واسطة في إحضار معنى زيد وتارة لا نأتي بمعنى زيد وإنما نحظر نفس زيد نحظر نفس الموضوع كقولنا زيد لفظ نحن هنا أحظرنا نفس الألفاظ زاي ياء دال زيد لفظ يعني ما صدر من لساني لفظ هنا أحضرت الموضوع ثم حكمت عليه.

صاحب الكفاية يقول موردنا من هذا القبيل إحضار الموضوع ثم الحكم عليه إذن عندنا نحويين سيكرران في كلام صاحب الكفاية، النحو الأول استعمال اللفظ في معناه كما في قولنا زيد قوي زيد عالم زيد صديق هنا استعملنا لفظ زيد في معنى زيد حينما تقول أبو الفضل العباس شجاع أنت استخدمت لفظة أبو الفضل في معنى أبو الفضل حامل اللواء ساقي العطاشا، الصنف الثاني لا تستعمل اللفظ في معناه أصلاً استعمال اللفظ في معناه يعني في لفظ ويوجد معنى ثم يستعمل اللفظ في معناه الصنف الثاني أصلاً معنى لا يوجد فقط إحضار للموضوع زيد لفظ يعني أحظرت الموضوع وهو الزاي والياء والدال مثل ولدي ترفع الولد ما ذكرت اسمه ما قلت مثلاً عبد الله ولدي إن قلت عبد الله ولدي هذا من القسم الأول استعمال اللفظ في معناه، لكن إذا مباشرة قلت ولدي ورفعته هذا من باب إحضار الموضوع والحكم عليه بالولدية، إذن عندنا نحوان النحو الأول استعمال اللفظ في معناه إحضار المعنى بإحضار اللفظ حكاية اللفظ عن المعنى كشف اللفظ عن المعنى توسط لإيراد المعنى وأحيانا لا تحظر المعنى تحظر نفس الموضوع إذن خلاصة جواب صاحب الكفاية هكذا من قال إن القضية لا تتألف من ثلاثة أجزاء كلا وألف كلا تتألف من ثلاثة أجزاء الجزء الأول الموضوع المحضر لفظاً لا معناً الجزء الثاني المحمول الجزء الثالث النسبة بينهما.

 

تطبيق المتن

قال صاحب الكفاية "رحمه الله" مع أن حديث تركب القضية يعني القضية العقلية المحكية بالقضية اللفظية القضية اللفظية تتألف من جزأين موضوع ومحمول لكن القضية العقلية تتألف من ثلاثة أجزاء موضوع ومحمول ونسبة، لو لا اعتبار الدلالة في البين يعني بناء على عدم اعتبار الدلالة في البين يعني فيما نحن فيه لأن هذا العدل الثاني بيان ذلك الشق الأول أنه إن اعتبر دلالته على نفسه في قولنا زيد لفظ إن اعتبر دلالته لفظ زيد على نفسه على لفظ زيد حينئذ يعني حينئذ أريد شخص اللفظ لزم الاتحاد بين الدال والمدلول وإلا يعني إن لم يعتبر دلالته على نفسه لزم تركبها من جزأين، كلامنا نحن الآن هنا وإلا يعني إن لم تعتبر الدلالة على نفسه وكلامنا الآن نحن في الشق الثاني عدم اعتبار الدلالة.

قال مع أن حديث تركب القضية يعني مع أن الإشكال بتركب القضية من جزأين وهذا خلف تركبها من ثلاثة أجزاء، لولا اعتبار الدلالة في البين يعني فيما إذا لم نعتبر دلالة لفظ زيد على لفظ زيد في البين يعني فيما نحن فيه هذا الشق الثاني إنما يلزم، يلزم التركب من جزأين المحمول ونسبة دون الموضوع إنما يلزم إذا لم يكن الموضوع نفس شخصه يعني نفس شخص اللفظ وإلا يعني لو كان الموضوع نفس شخص اللفظ كما نحن فيه زيد لفظ الموضوع نفس شخص اللفظ زاي ياء دال وإلا يعني لو كان الموضوع نفس شخص اللفظ كان أجزاءها الثلاثة تاماً يعني يوجد موضوع ومحمول ونسبة لكن الموضوع لفظاً فقط لا معناً لكن المحمول لفظاً ومعناً.

وكان المحمول فيها يعني في القضية منتسباً إلى شخص اللفظ ونفسه يعني نفس اللفظ لأنه حينما تقول هكذا زيد لفظ هذا المحمول لفظ ينتسب إلى شخص اللفظ إلى شخص زاي ياء دال إلى نفس لفظ زاي ياء دال غاية الأمر أنه نفس الموضوع يعني غاية الأمر إن الموضوع هو نفس الموضوع يعني إحضار نفس الموضوع وليس إحضار الموضوع عن لفظ يحكيه عن واسطة تشير إليه، غاية الأمر أنه نفس الموضوع يعني أنه تم إحضار نفس الموضوع لا الحاكي عنه يعني لا الحاكي عن الموضوع الواقعي فافهم فإنه لا يخلو عن دقة إذن فافهم تدقيقية لماذا لا يخلو عن دقة؟ لأن أغلب المحاورات العرفية هي من قبيل استعمال اللفظ في المعنى لذلك أشكل الشيخ صار التصور صعب أغلب المحاورات العرفية يؤتى بالموضوع لفظاً ومعناً وأما إحضار نفس الموضوع هذا قليل في المحاورات العرفية وعلى هذا يعني بناء على أن المحضر نفس الموضوع لا الحاكي عن الموضوع ليس من باب استعمال اللفظ بشيء يعني أصلاً ليس من باب استعمال اللفظ بشيء يعني ليس من باب استعمال اللفظ أصلاً يعني ليس من باب استعمال اللفظ في المعنى لأن باب الاستعمال فرع وجود معنى استعمال اللفظ في معناً وهنا لا يوجد معنى هنا فقط إحضار للموضوع إيجاد الموضوع والحكم عليه.

ما هو القسم الأول من الاستعمالات؟ استعمال اللفظ في نوعه كقولنا ضرب كلمة زيد ثلاثي، ضرب كلمة زيد ثلاثي أنت نظرت واستخدمت لفظة ضرب في معنى ضرب واستعملت لفظ زيد في معنى زيد ثم نسبته إلى النوع تقول هذا زيد المؤلف من ثلاثة حروف هذا من نوع ثلاثي وضرب هذه من نوع الفعل والفعل كلمة هنا صار من قبيل الأول استعمال اللفظ في معناه يعني أول شيء لفظة ضرب وزيد أحضرت المعنى ثم نسب إلى النوع الأعلى من هذه الكلمة فصار ضرب معنى جزئي وثلاثي معنى كلي لأنه أنت ناظر إلى المعاني يعني ضرب جزئي من جزئيات الثلاثي الكلي وضرب جزئي من جزئيات الكلمة التي هي النوع الكلي، الآن نستخدم ما ذكرناه اليوم النحو الثاني إحضار الموضوع والحكم عليه، ضرب أصلا لا ننظر إلى معناها أحضر ضرب يعني تلفظ ثلاثة ألفاظ ضاد راء باء ثلاثي يعني مصداق من مصاديق الثلاثي، ضرب كلمة يعني ضرب مصداق من مصاديق الكلمة إذن قلنا يوجد نحوان النحو الأول استعمال اللفظ في معناه النحو الثاني إيجاد الموضوع ثم الحكم عليه ثم الحمل عليه ما ذكرناه سابقاً ذكرناه بنحو استعمال اللفظ في معناه الآن ندعي دعوة أخرى كلا هذا ليس من باب استعمال اللفظ في معناه هذا من باب إيجاد الفرد والمصداق ثم نسبته إلى النوع ثم نسبته إلى الصنف ثم بعد ذلك صاحب الكفاية يقول هذا الوجه محتمل وهذا الوجه محتمل هذا يعتمد على القصد.

إلى هنا ذكرنا نحويين النحو الأول استعمال اللفظ في معناه النحو الثاني إيجاد اللفظ والحكم عليه، إيجاد الموضوع والحكم عليه قلنا بالنسبة إلى القسم الأول استعمال اللفظ في نوعه إما أن يكون من باب النحو الأول وإما أن يكون من باب النحو الثاني الآن نأتي إلى القسم الثاني الصنف نفس الشيء مثل ضرب زيد فاعل إذا استخدمنا زيد في الفاعل والفاعل صنف من أصناف المرفوع تقول ضرب زيد فاعل هنا لاحظنا معنى في زيد لاحظنا معنى ما الذي لاحظنا في زيد؟ أنه قام بالضرب يعني زيد الضارب فحكمنا عليه بأنه مرفوع تقول هكذا ضرب زيد فاعل حكمنا عليه بالفاعلية بالنظر إلى معناه، له معنى زيد، زيد الذي قام بالضرب هذا من القسم الأول إحضار اللفظ دلالة على معناه.

القسم الثاني ضرب زيد فاعل هنا أصلا لم تنظر إلى معنى زيد وأنه قام بالضرب بل تقول هكذا اللفظ الذي يأتي بعد الفعل فاعل لا تلحظ قيامه بالفعل زيد يعني لفظ زاي ياء دال لأنها جاءت بعد الفعل ضرب تكون فاعل فصار زيد مصداق إلى الصنف فرد إلى الصنف.

إلى هنا اتضح أن القسم الرابع استعمال اللفظ للدلالة على شخص اللفظ هي من باب إيجاد الموضوع ثم الحكم عليه ولا يحتمل أنه من باب استعمال اللفظ في معناه هذا التصوير إيجاد اللفظ والحكم عليه إيجاد الموضوع والحكم عليه متصور في الأول والثاني استعمال اللفظ في نوعه واستعمال اللفظ في صنفه لكنه غير متصور في القسم الثالث استعمال اللفظ في مثله نفس هذا المثال ضرب زيد فاعل وتقصد بزيد زيد وأمثاله ممن يقومون بالضرب لا خصوص لفظ زيد من هم الضاربين؟ زيد عمر بكر عبيد هذا يصير فاعل هنا لابد أن تلحظ المعنى استعمال لفظ زيد في معناه في معنى الضاربية ومن يقوم بالفعل فالنحو الأول يتم النحو الثاني لا يتم أن تقول النحو الثاني إيجاد الموضوع والحكم عليه إيجاد اللفظ والحكم عليه يصير أن تقول ضرب زيد فاعل أوجدنا لفظ زيد ثم حكمنا عليه بأنه فاعل هذا صحيح لكن يصير أن تقول هكذا أوجدنا لفظ زيد وأشباهه ثم حكمنا عليه، لا يصير لأن الموضوعات المتشابهة متباينة يوجد تباين بين شخص زيد وشخص عبيد وشخص عمر إذن اتضح أن القسم الثالث وهو استعمال اللفظ في مثله لا يكون إلا من قبيل النحو الأول استعمال اللفظ في معناه واتضح أن القسم الرابع وهو استعمال اللفظ في شخصه لا يكون إلا من قبيل المعنى الثاني إيجاد اللفظ والحكم عليه واتضح أيضاً أن القسم الأول والثاني استعمال اللفظ الذي هو استعمال اللفظ وإرادة نوعه أو إرادة صنفه يحتمل كلا الوجهين يحتمل من قبيل النحو الأول استعمال اللفظ في معناه ويحتمل الثاني إيجاد اللفظ والحكم عليه بل يمكن أن يقال يأتي عليه الكلام.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo