< فهرست دروس

الأستاذ مهدی احدی

بحث الفقه

43/04/25

بسم الله الرحمن الرحیم

 

موضوع: كتاب الطهارة/الاستبراء /الامر 3 و 4

 

الامر الثالث: ثم یضع إصبعه الوسطی من الید الیسری علی مخرج الغائط کما فی النبوی المروی عن نوادر الراوندی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)‌ مَنْ بَالَ فَلْيَضَعْ إِصْبَعَهُ الْوُسْطَى فِي‌ أَصْلِ‌ الْعِجَانِ[1] ‌ ثُمَّ لْيَسُلَّهَا ثَلَاثاً. [2]

و إنّما قیّد بالید الیسری للنهی عن الإستنجاء بالیمین و عن مسّ الذکر بها و أمر النبی(صلی الله علیه و آله و سلم) عن إستعمال الیسری للامور الدانیة و الیمنی للامور العالیة.[3] و عن عائشة قالت کانت ید رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) الیمنی لطهوره و طعامه و کانت یده الیسری لخلائه و ما کان أذی و عن حفصة زوج رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) قالت: النبی( صلی الله علیه و آله و سلم) یجعل یمینه لطعامه و شرابه و ثیابه و یجعل شماله لما سوی ذلک.[4] و لإستحباب الإستبراء بها کما سیأتی.

الامر الرابع: و یمسح إلی اصل الذکر ثلاث مرّات، و الدلیل علی ذلک صحیحة عبدالملک بن عمرو المتقدّمة لکن ورد فیها عنوانان: أحدهما: عنوان الخرط بدل المسح و الخرط أضیق من المسح. ثانیهما: عنوان مجرد الغمز و هو أیسر من الخرط لأنّه مجرّد مسح أو المسح مع العصر. و هذه العناوین المتعددة تشعر بأن الأمر بالإستبراء فی الروایات لا یکون تعبّدیّاً بل إرشاد إلی النقاء و إخراج البول المتخلّف من المجری فلا موضوعیّة للإستبراء بل له طریقیّة إلی تخلیة المجری و حصول النقاء بلا فرق بین کیفیّة المسح هل هو أضیق أو أیسر.

الأمر الخامس: ثمّ یضع سبّابته فوق الذکر و إبهامه تحته و ما هو المذکور فی کلمات الفقهاء(رضوان الله علیهم) عکس ما ذکره و لم نجد له مستنداً فی فتاوی أصحابنا و شئ من الروایات مع أنّه خلاف المتعارف فإنّ الطبع و العادة جریا علی المسح القضیب بوضع السبّابة تحته و الإبهام فوقه، لعل ما ذکره الماتن(قدس سره) من سهو القلم.

الأمر السادس: ثم یمسح بقوّة إلی رأسه ثلاث مرّات ثمّ یعصر رأسه ثلاث مرّات و هذه الکیفیّة بخصوصها غیر مرویّة و إن کانت مذکورة فی کلام الجماعة کالشهید الثانی[5] (رحمة الله علیه) و الشیخ المفید[6] (اعلی الله مقامه الشریف) و قد روی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (علیه السلام) رَجُلٌ بَالَ وَ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَاءٌ فَقَالَ يَعْصِرُ أَصْلَ‌ ذَكَرِهِ‌ إِلَى طَرَفِهِ ثَلَاثَ عَصَرَاتٍ وَ يَنْتُرُ طَرَفَهُ‌[7] فَإِنْ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْ‌ءٌ فَلَيْسَ مِنَ الْبَوْلِ وَ لَكِنَّهُ مِنَ الْحَبَائِلِ‌[8]

تقریب الإستدلال بها هو الغایة أی إلی طرفه و هی غایة للعصر ظاهرة لملاک العصر و حدّه أی حدّ العصر و منتهاه طرفه الذکر و طرفه منتهاها و هو الرأ

و بهذا یستنجّ أنّ المعتبر فی الإستبراء تسع مسحات کما هو المشهور.

و فیه: أنّ روایة محمد بن مسلم من حیث الدلالة عندهم علی وجوه ثلاثة: أحدها: و المراد من جملة « يَعْصِرُ أَصْلَ‌ ذَكَرِهِ‌ إِلَى طَرَفِهِ» طرف الذکر أی ما بین المقعدة إلی رأس الذکر و المراد من نتر الطرف، نتر رأس الذکر و هو بعد عصر القضیب علی تقدم ثلاثة بقرینة السابق فیوافق المشهور.

ثانیها: و المراد من نتر الطرف عصر أصل القضیب و لایلزم الإمام(علیه السلام) عصر رأس الذکر فیوافق قول کفایة الست.

ثالثها: بعض الافاضل أنّه قرأ ذُکرَه (بضم الدال و سکون الکاف و ضم الراء) و فسّره بطرف الذکر لینطبق علی ما ذکره الأصحاب من تثلیث العصرات إذ الأوّل یدل حینئذٍ علی عصر ما بین المقعدة إلی رأس الذکر و الثانی علی عصر رأس الحشفة بإرجاع ضمیر طرفه إلی الذکر لا إلی الإنسان.[9]

 


[1] - ما بین البیضتین و المقعد.
[7] - النتر: الجذب و الاستنتار من البول: استخراج بقيته من الذكر بالاجتذاب و الاهتمام به.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo